السؤال
كانت زوجتي في غاية الفرحة والطاعة والإيجابية - وقد كانت غير محجبة -وتحجبت قبل العقد, وتحجبت أختها, والتزمت بصلاتها, وتركت سماع الأغاني, ولبست العباءة, وكانت شديدة الفرح بذلك؛ سواء كنت أنا من يطلب منها ذلك, أو أنها فعلته من تلقاء نفسها, وعندما عقدت النية على خطبتها أرسلت أهلي لبيت والدها المتوفى، وسألت عن أعمامها وأخوالها, فمدحهم الناس, وعقدت القران, وبدأت بعض المشاكل من أمها لسوء خلقها, وما لبثت هذه المسائل أن خبت وهدأت، وكانت خطيبتي تبين لي مدى اختلافها مع أفكار والدتها المنفتحة, وطبيعتها التي لا تروقني أبدا، وكانت دائما تقول لي: إنها تجتنب محادثتها؛ لعلمها بطريقتها التي تحل بها المسائل، وهي طريقة سيئة طبعا, وفي لهجتنا نقول لها:"نورية"، ثم تزوجنا، وكانت زوجتي متعلقة بأهلي تعلقا شديدا فتحبهم وتذكرهم بخير، وكنت دائما أوصيها بوالدتها وبرها، وكنت أسألها: متى آخر مرة هاتفت فيها أمك فتقول: منذ أسبوع، فأنهرها وأوصيها بسماع صوتها - ولو لثوان - كل يوم، ومضت أربعة أشهر على زواجنا, ولم يخل بيتنا - كأي بيت - من بعض المشاكل، ومشكلتي أني عصبي, وقد بينت لها ذلك منذ أول يوم تعرفت إليها، وعصبيتي - يا سيدي - ليست على توافه - أي أني لا أغضب على غداء بارد, أو فوضى, أو بيت ليس نظيفا, أو.. - لأني أؤمن أن هذه الأمور ستتحسن مع الوقت، بل كنت أغضب من طريقة التفاهم بيننا, ومستوى عقلها الذي لم أركز عليه أيام الخطبة، فقد فتنت بمدى طاعتها لي, وحبها لأهدافي, ولم ألتفت لمستوى الذكاء أو الغباء لديها, وذهبت في يوم لزيارة والدتها، واتصلت بي, وقالت: إني قد خرجت مع والدتي لزيارة صديقتي، فنهرتها لأني كنت قد أوصيتها أن لا تخرج من البيت إلا بعد إخباري بوجهتها, وأن تلبس العباءة, وأن لا تضع المكياج, فلما علمت أمها بهذه الوصية قالت لها: هو لا يثق بك, ويشك فيك, ولا يحترمك، وأنت ما زلت شابة, فلماذا تلبسين السواد من الآن, وكانت تستنكر عليها القنوات الإسلامية في التلفاز، مع أن لدينا أكثر من 50 قناة - خمس أو ست منهن إسلامية - وزوجتي هي من قام بتنزيلها ولست أنا, وبعد يومين بدأت زوجتي تشتكي, وتقول: إنها لا تريد لبس العباءة, وإنه ليس عليها إخباري إذا ذهبت لأهلها, فهي مع أهلها! وبدأت الخلافات؛ حتى أنها اتصلت على أمها, وطلبت منها أن ترسل عمها ليأخذها، فجاء عمها الذي تنقصه رجاحة العقل - وربما تنقصني لأني سمحت لها بالذهاب معه - وهنا بدأت المشاكل، فقد أصبحت الزوج البخيل، الشكاك، السجان، المدقق، العصبي على أتفه الأمور ، وامتدت الإساءة لتصل أهلي الذين تبنوا زوجتي تبنيا - والله إني كنت أغبطها عليه أحيانا -.
والمصيبة أن النكران والافتراء لم يكن من الأم فحسب, ولكن من الزوجة التي لم تقل الحق أبدا, وأنكرت كل شيء بيننا, ولم تتصل الأم علي أو على أهلي لحل المشاكل, بل أوصلت الموضوع إلى الأقارب والأصدقاء الذين لم يتمكنوا من حل الموضوع لعدم وجود مشكلة محورية, والكل يلوم الأم, إلا أن زوجتي أصبحت تتفق معها في كل آرائها وطباعها.
وظلت زوجتي عند أمها لشهر ونصف, لم تتصل بي خلالها, بل كانت قاسية جافية؛ حتى أنها لا ترد على اتصالي, وتدخل رجل صالح بيننا, وأرجعها إلى البيت بنية بدأ صفحة جديدة، وتخلصت - يا سيدي - من عصبيتي, وأصبحت صبورا أصبر على سوء أخلاقها وأذاها وتقطيب جبينها، وكنت أمرض فلا تقول لي إلا كلمة سلامتك وتذهب، وتشاجرنا مرة وقلت لها: إني لن أتغدى إلا إذا فعلت كذا فقامت وأكلت وحدها وتركتني، وهي قاسية, جافة المشاعر, أشعر بوجود رجلين في البيت لا زوجين، وهي تنقل كل ما يحدث بيننا خارج البيت مع حزمي في هذا الموضوع, ونهيي عنه، وأصبحت تكذب كثيرا، وأصبحت تهدد بالطلاق, وأن الطلاق منتشر في هذه الأيام, وأنها لا تكترث لطلاقها من عدمه، بل تقول: إنها ما زالت شابة وجميلة, وبإمكانها أن تعمل لعشر سنوات ثم تتزوج بعد ذلك, مع العلم أنها تصغرني بسنتين فقط – عمرها 24 عاما - وطلبت مني جواز سفرها, وقالت: إنها وثيقة خاصة بها, وبإمكانها أن تطلبه مني بالقوة عن طريق السفارة, وقرأت عن صبر الزوج على زوجته, وهدي الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك فتصابرت واصطبرت، وأنا بطبيعتي رجل حازم شديد, ولكني أستطيع التحكم في شدتي: فتارة أشد عليها, وتارة ألين, ولم ينفع كل هذا، إلى أن طلبت زيارة أهلها ليومين فأخذتها ولم ترجع، ولا أدري ما أقول, فزوجتي حامل بالشهر الخامس, وهي الآن عند أهلها منذ ثلاثة أسابيع، ولا تفعل شيئا سوى أن توجه لي بعض الجمل المهينة عن طريق وسائل الاتصال – مثل قولها: (أبتاه ما زال في قلبي عتاب، لم لم تعلمني الحياة مع الذئاب - والله - يا سيدي - لا أعلم أي ذئب أنا؟ وكيف كنت ذئبا؟
وزوجتي عديمة الشخصية، وعديمة الوفاء، وتتهرب من المسؤولية بتناسيها وعدم مواجهتها، وقد كرهتها وكرهت جمالها, ولا أرى فيها أما لأولادي ولا شريكة لحياتي، فأشيروا علي.