أعمال النوافل والتطوعات هل يشترط فيها تعيين النية

0 192

السؤال

أريد أن أسأل عن حكم عدم تحديد نوع النية قبل العمل، فمثلا: أقوم بإهداء شخص هدية بنية أنها في سبيل الله وأبغي من ورائها الأجر من الله، أو أن أعطي شخصا مالا ونيتي أن آخذ الأجر من الله دون أن أعين النية مثل أنها سنة كذا، لأنني في بعض الأحيان ربما أقوم بعمل خير لكن لا أدري ما النية التي يمكن أن أنويها قبله، فهل هذه النية صحيحة بهذه الطريقة؟ وهل أحصل على أجر عليها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أعمال النوافل والتطوعات المطلقة يجزئ فيها مطلق نية التطوع، ولا يشترط فيها تعيين النية، كما بيناه في الفتويين رقم: 32622، ورقم: 21188.

فإذا قصدت الصدقة ونويت التقرب إلى الله بها، وابتغاء الأجر منه فقد أتيت بالنية المشروعة، قال البهوتي في تعريف النية: هي لغة: القصد، وهو عزم القلب على الشيء، وشرعا: العزم على فعل العبادة تقربا إلى الله تعالى. اهـ.

وكلما جمع المسلم في النوافل بين نيات متعددة كان أعظم لأجره، قال أبو طالب المكي: النية الصالحة هي أول العمل الصالح وأول العطاء من الله تعالى، وهو مكان الجزاء، وإنما يكون للعبد من ثواب الأعمال على حسب ما يهب الله تعالى له من النيات فربما اتفق في العمل الواحد نيات كثيرة على مقدار ما يحتمل العبد من النية، وعلى مقدار علم العامل، قيكون له بكل نية حسنة، ثم يضاعف كل حسنة عشر أمثالها، لأنها أعمال تجتمع في عمل. اهـ.

وقال الغزالي: الطاعات وهي مرتبطة بالنيات في أصل صحتها وفي تضاعف فضلها، أما الأصل فهو أن ينوي بها عبادة الله تعالى لا غير، فإن نوى الرياء صارت معصية، وأما تضاعف الفضل فبكثرة النيات الحسنة، فإن الطاعة الواحدة يمكن أن ينوي بها خيرات كثيرة فيكون له بكل نية ثواب، إذ كل واحدة منها حسنة ثم تضاعف كل حسنة عشر أمثالها كما ورد به الخبر... فهذا طريق تكثير النيات، وقس به سائر الطاعات والمباحات، إذ ما من طاعة إلا وتحتمل نيات كثيرة، وإنما تحضر في قلب العبد المؤمن بقدر جده في طلب الخير وتشمره له وتفكر فيه، فبهذا تزكو الأعمال وتتضاعف الحسنات. اهـ بتصرف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات