التوبة من المعصية هل هي دليل على رضى الله تعالى عن العبد

0 158

السؤال

أنا فتاة مستقيمة أحب لغيري ما أحب لنفسي وقعت في معصية مع شاب متزوج كان دائما يغويني حتى أصبحت أتحدث معه في الهاتف وأصبحت أحبه ودعوت الله تعالى أن يساعدني لأن الأمر استصعب علي، والحمد لله استجيب دعائي ثم جاهدت نفسي وابتعدت عنه لأن حب الله أكبر من كل شيء، وقد مر عام علي وأخجل جدا من الله وأحس أنني ظلمت زوجته بعلاقتي معه، فهل الله راض عني؟ أرجو المساعدة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنهنئك بتوبة الله عليك ونسأل الله أن يحفظك فيما بقي، وعليك بالحرص على سلوك سبيل السلامة، والحذر من مكائد الشيطان ومن كل ما يستوجب الندامة، ونحيلك على بعض الفتاوى التي فيها توجيهات يحتاجها كل سالك لسبيل لهداية ومنها الفتاوى التالية أرقامها: 1208، 15219، 38289.

والإحساس بالندم، والاستحياء من الله تعالى، والخشية منه، كل هذه من الأمور الطيبة، ولكن يجب الحذر من أن يترتب عليها ما لا يرتضيه الشرع من القنوط من رحمة الله تعالى، أو الإضرار بالنفس بالوساوس والأوهام التي قد لا تحمد عقباها، فأحسني الظن بالله واستأنفي حياتك كأن شيئا لم يكن، ونرجو أن يكون إقبالك على التوبة وشعورك بهذا الندم من علامات رضى الله عنك، ونود أن نطمئنك بأنك بتلك التصرفات مع هذا الرجل لم يقع منك ظلم لزوجته، فالظلم أن يسلب الشخص حقا من غيره، وأنت لم تسلبيها حقا، فدعي عنك هذه الهواجس، ونرجو أن يكون ما حدث لك مع هذا الرجل درسا لك في هذه الحياة لتحذري من شياطين الإنس والجن وإغرائهم وخداعهم، قال تعالى: وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون {الأنعام:112}. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات