السؤال
أنا طبيب أسنان سوري وأعمل بالسعودية منذ عامين بعد أن أنهيت دراستي لمدة 5 سنوات في فرنسا ولدي إقامة مدتها 5 سنوات في كندا ولم يبق منها إلا سنتان تقريبا، وفي حال عدم تواجدي في كندا فسوف يزول حقي في هذه الإقامة، والسؤال: هل ذهابي إلى كندا بهدف أخذ الجنسية أو تجديد الإقامة والعمل أيضا وقد يكون الاستقرار لفترة معينة حرام أم حلال، وخصوصا ضمن الظروف الراهنة في سورية؟ وجزاكم الله عنا كل الخير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن السفر إلى بلاد الكفار والإقامة بين أظهرهم فيه مخاطر جمة على دين المسلم وأخلاقه، قال ابن تيمية: فالمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة، توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتدريج الخفي، وقد رأينا اليهود والنصارى الذين عاشروا المسلمين، هم أقل كفرا من غيرهم، كما رأينا المسلمين الذين أكثروا من معاشرة اليهود والنصارى، هم أقل إيمانا من غيرهم ممن جرد الإسلام. اهـ.
فلا يجوز السفر إلى بلاد غير المسلمين إلا إن كان المسلم قادراعلى إظهار دينه فيها، ويأمن على نفسه من الافتتان بما عليه الكفار من انحراف وضلال، وسئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم السفر إلى بلاد الكفار؟ فقال: السفر إلى بلاد الكفار لا يجوز إلا بثلاثة شروط:
الشرط الأول: أن يكون عند الإنسان علم يدفع به الشبهات.
الشرط الثاني: أن يكون عنده دين يمنعه من الشهوات.
الشرط الثالث: أن يكون محتاجا إلى ذلك. اهـ.
وقد بينا حكم هذه المسألة بالتفصيل في الفتوى رقم: 118279.
أما التجنس بجنسية دولة كافرة فلا يجوز، لما فيه من المفاسد، ومنها: التلفظ بما لا يحل اعتقاده ولا الرضا به، ومنها: الالتزام بقوانينهم وقبول أحكامهم وقسم الولاء لهم ونحو ذلك، ومنها: الانخراط في الجندية والقتال في صفوفهم، وغير ذلك، ولا يجوز هذا التجنس إلا في حال الضرورة المعتبرة شرعا، كأن يضيق على مسلم في بلده بغير حق ولا يجد بلدا مسلما يأوي إليه، وراجع الفتويين رقم: 26795، ورقم: 188143.
فما دمت تجد بلدا مسلما تستطيع الإقامة فيه فلا يجوز لك أخذ الجنسية الكندية، واعلم أنك إن تركتها لله، فإن الله سيعوضك خيرا منها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله عز وجل إلا أعطاك الله خيرا منه. رواه أحمد وصححه الألباني.
والله أعلم.