السؤال
سؤالي بخصوص حفظ القرآن فقد بدأت حفظ القرآن عن طريق برنامج المحفظ - ولله الحمد - ولكني دخلت دار تحفيظ لأتشجع أكثر, ولكن الدار بها أحكام تجويد وحصص للتفسير, وليس هناك تركيز على الحفظ, فتراجعت وعدت للحفظ عن طريق البرنامج, فهل في ذلك شيء أم أنه من وسوسة الشيطان؟ علما أن حفظي في البيت بتركيز أكثر - جزاكم الله خيرا -.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يلزم أن يكون خروجك من دار التحفيظ من وسوسة الشيطان، فقد يخطئ الإنسان في تقدير الأفضل والأولى له، ونرى هنا أن الأولى لك أن ترتبطي مع محفظة متقنة لأحكام القرآن تقرئين عليها القرآن، ولا تعتمدي على البرنامج الألكتروني في الحفظ, مع إمكان التعلم على المحفظة، فإنك لا تستطيعين أن تتعرفي على كل أخطائك في التلاوة من غير محفظة متقنة, قال ابن الجزري في كتابه النشر في القراءات العشر: ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها, ولا العدول عنها إلى غيرها، والناس في ذلك بين محسن مأجور، ومسيء آثم، أو معذور، فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربي الفصيح، وعدل إلى اللفظ الفاسد العجمي، أو النبطي القبيح، استغناء بنفسه، واستبدادا برأيه وحدسه واتكالا على ما ألف من حفظه، واستكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على صحيح لفظه، فإنه مقصر بلا شك، وآثم بلا ريب، وغاش بلا مرية، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم. أما من كان لا يطاوعه لسانه، أو لا يجد من يهديه إلى الصواب بيانه، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها. انتهى.
وللمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على هذه الفتاوى: 181835، 181843، 114343.
والله أعلم.