مجرد الإخبار عما يراد فعله ليس رياء

0 169

السؤال

أنوي - إن شاء الله – أن أكفل طفلا يتيما؛ لأكون مع أشرف الخلق - سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - في جنة الفردوس الأعلى, وقد كنت مارا مع رجل وزوجته بدار كفالة أيتام, فقلت للرجل: اكفل طفلا يتيما - يا عمي إبراهيم - وقلت له: أنا سأكفل طفلا يتيما, وأنا – والله - لم أقل له: أنا سأكفل طفلا يتيما لكي يشكرني, أو لكي يقول عني أنني رجل أكفل الأيتام, وأنا مصاب بمرض الوسواس القهري؛ لذلك أنا أحس أنني وقعت في الرياء عندما قلت للرجل إنني سأكفل طفلا يتيما, وأحس أن الأجر سيضيع, فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فجزاك الله خيرا على حرصك على كفالة يتيم, فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الترغيب في كفالة اليتيم والإحسان إليه، ففي صحيح البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا, وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئا.

وأما كلامك مع هذا الرجل فلا يعد من الرياء؛ لأن مجرد الإخبار عن نية العبد وعزمه على فعل الخير لا يذم إن لم يكن فيه طلب مدح الخلق أو ثنائهم, فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والله لأغزون قريشا, والله لأغزون قريشا, والله لأغزون قريشا. رواه أبو داود وصححه الألباني.  

وأما الرياء المذموم المحرم فقد عرفه أهل العلم بمراعاة الخلق في الأعمال رغبة في تحصيل منفعة منهم، أو مدح، أو سلامة من ضر أو ذم، كما قال محمد مولود في المطهرة:

وشمر إن أخذت في دواء    * عاقد ألوية ذي الأدواء.

أعني الرياء أحد البوائق    * إيقاع قربة لغير الخالق

بل طلبا لنفع أو لحمد   * من خلقه أو اتقاء الضر

وعليك بالإعراض عن الوساوس, وشغل النفس عنها بما يفيد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات