السؤال
أنا شاب لا أصلي الصلاة في وقتها، مرات يمر يوم كامل ولم أصل صلاة واحدة، أؤجلها لليوم الثاني، وأصليها على عجل.
أشعر بضيق لا يعلم به غير الله، لدرجة أني أكره نفسي.
أرجوكم ابحثوا لي عن حل وهل تقبل توبتي؟
أنا شاب لا أصلي الصلاة في وقتها، مرات يمر يوم كامل ولم أصل صلاة واحدة، أؤجلها لليوم الثاني، وأصليها على عجل.
أشعر بضيق لا يعلم به غير الله، لدرجة أني أكره نفسي.
أرجوكم ابحثوا لي عن حل وهل تقبل توبتي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم -هداك الله- أن ترك الصلاة وتفويتها عمدا حتى يخرج وقتها، إثم عظيم، وذنب جسيم، بل هو أعظم من الزنى، والسرقة، وشرب الخمر، وقتل النفس. بإجماع المسلمين، بل ذهب بعض العلماء إلى كفر من يتعمد ترك الصلاة حتى يخرج وقتها؛ وانظر الفتوى رقم: 130853.
فإذا علمت هذا، فاعلم أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، والله تعالى غفور رحيم، فمهما كان ذنب العبد عظيما، فإنه إذا تاب إلى ربه توبة نصوحا، تداركه الله برحمته، وتقبل منه توبته، وعاد كمن لم يذنب، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
فارجع إلى ربك أيها الأخ، وتب إليه، وكف عن هذا الذنب العظيم، ووطن نفسك على فعل الصلوات في أوقاتها، وجاهد نفسك على هذا لئلا تهلك، وتخسر الدنيا والآخرة، واعلم أن مما يعينك على التوبة أن تستحضر خطورة هذا الذنب، ومقت الله لفاعله، وسخطه عليه، وأن تكثر التفكر في الموت وما بعده، وأن تعلم أن النفس قد يخرج ولا يعود، وأن العين قد تطرف ولا تطرف الأخرى إلا بين يدي الله سبحانه، والجأ إلى الله واجتهد في دعائه؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، واصحب أهل الخير من الصالحين الذين يذكرونك بالله ويحملونك على طاعته؛ فإن صحبة أمثال هؤلاء من أعون الأشياء على الطاعة، وإياك ومصاحبة الأشرار، وأدم الفكرة في الجنة والنار، واحضر مجالس العلم، وحلق الذكر.
نسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك، وأن يتوب عليك ويتجاوز عنك.
والله أعلم.