السؤال
هناك بعض العلماء يتحدثون عن وجود خطأ في تحديد مواقيت الصلاة، وخاصة صلاة الفجر، وأن المسلمين اليوم يصلون الفجر قبل وقته وذكروا حديثين عن الرسول صلى الله عليه وسلم: الأول عن الفجر الكاذب، والثاني عن الحمرة في السماء التي تظهر، وهي بداية الفجر الحقيقي.
فما الصحيح من الموضوع؟ وهل صلاتنا على خطأ يرجى ذكر الآيات والأحاديث وتبيانها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فالقول بأن المسلمين يصلون الفجر قبل وقتها بهذا الإطلاق والعموم، غير صحيح, ولو فرض أن جماعة ما يعتمدون على تقويم غير صحيح، وثبت خطؤهم، فهذا لا يعني أن كل المسلمين يصلون قبل الوقت، وأنهم جميعا مخطئون. والفجر فجران: فجر صادق، وفجر كاذب، فالفجر الكاذب يسمى الفجر الأول، وعلامته أن يطلع مستطيلا كذنب السرحان -وهو الذئب- ثم يغيب، ثم يطلع الفجر الصادق وعلامته أن يكون معترضا بالأفق أي منتشرا، ويزداد ضوؤه حتى تطلع الشمس.
وقد بينا في عدة فتاوى أن الأصل في تحديد مواقيت الصلاة هي العلامات الشرعية التي نصبها الشارع لمعرفة أوقات الصلاة، وأنه لا بأس بالعمل بتقاويم أوقات الصلاة التي تم اعتمادها من قبل علماء ثقات، يعمل بها ويعتمد عليها، ما لم يظهر أنها مخالفة للعلامات الشرعية. وأما التقاويم المجهولة التي لا يعرف من أنشأها، ولم تعتمد من قبل علماء ثقات، فهذه قد يستأنس بها في معرفة وقت الصلاة تقريبيا ولكن لا يعتمد عليها كليا؛ وانظر الفتوى رقم : 126606، ورقم : 143083, وكذا الفتوى رقم: 186623.
والله تعالى أعلم