السؤال
أنا شاب ملتزم في بداية أمري ثم ما إن لبثت حتى عدت إلى اقتراف الذنوب والمعاصي والذي يقلقني هو أني قد استعملت بعض الأمور الغيرمباحة مثل الغش في الامتحانات وتزوير الشهادات وغيرها وليس هذا فحسب بل صرت أقترف المعاصي تلو الأخرى ... ونفسي تقلقني فهل من نصيحة وبارك الله فيكم وهل التوبة .. تنفع في حالة الوقوع في الأمور التي نعرفها ولكن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي .. ..
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فعلى السائل الكريم أن يحمد الله تعالى الذي وفقه للتوبة والندم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " من تاب تاب الله عليه " رواه مسلم عن أبي هريرة .
قال العلماء: التوبة واجبة على العبد من كل ذنب، سواء كان ذلك الذنب مخالفة شرعية بين العبد وربه، أو كان الذنب معصية تتعلق بها حقوق العباد، قال الله تعالى: وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون [النور:31] وشروط التوبة باختصار: هي الندم على ما فات، والنية ألا يعود إلى الذنب فيما بقي من عمره، وأن يقلع عن الذنب حالا إن كان متلبسا به، وإن كان الذنب له تعلق بحقوق العباد ردها إليهم أو تحللهم منها.
فمن تاب إلى الله تعالى التوبة النصوح فلا شك أن الله تعالى يقبل توبته، تواترت على ذلك نصوص الكتاب والسنة مهما كان عظم هذا الذنب ولو كان الشرك بالله تعالى.
قال الله تعالى:قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53] وقال تعالى: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى [طـه:82] بل أكثر من ذلك: فإذا تاب العبد توبة صادقة بدل الله سيئاته حسنات، قال تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما* يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا* إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان:68-70]
وعلى الأخ الكريم أن يبتعد عن رفقاء السوء فإن البيئة لها تأثيرها، ولعل هذا سبب عودتك بعد التوبة إلى اقتراف الذنوب والمعاصي، فعليك بصحبة الأخيار والصالحين فإن صحبتهم دواء للقلب وعلاج للقلق، وعليك بمجالس العلم والذكر ففيها ينال العبد الصادق مبتغاه، ويأنس بها عن كل ما لا يرضي الله عز وجل.
والله أعلم.