السؤال
تزوجت منذ ست سنوات، وزوجتي تجرني للوراء، فكلما أردت الالتزام تسحبني نحو طريق الشيطان، علما أني قد نصحتها مرارا، فهل أطلقها، فأنا عندي منها طفلتان، وأخاف أن تأخذهما معها، ولا تحسن تربيتهما؟ فأفيدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خير الجزاء.
تزوجت منذ ست سنوات، وزوجتي تجرني للوراء، فكلما أردت الالتزام تسحبني نحو طريق الشيطان، علما أني قد نصحتها مرارا، فهل أطلقها، فأنا عندي منها طفلتان، وأخاف أن تأخذهما معها، ولا تحسن تربيتهما؟ فأفيدوني ماذا أفعل؟ جزاكم الله خير الجزاء.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى قال في محكم كتابه: الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله [النساء:34]، وقال أيضا: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون {التحريم:6}.
فالله سبحانه وتعالى أعطى القوامة للرجل على أهله، ومقتضى هذه القوامة أن يقوم على مصالحها الدينية، والدنيوية، قال ابن العربي في أحكام القرآن: فعليه أن يبذل المهر، والنفقة، ويحسن العشرة، ويحجبها، ويأمرها بطاعة الله، وينهي إليها شعائر الإسلام من صلاة، وصيام إذا وجبا على المسلمين. انتهى.
فيجب عليك -أخي الكريم- أن تواصل دعوتها بالرفق، واللين، والترغيب والترهيب، وأن تستعمل معها كل الوسائل التي يمكن أن تؤثر عليها، فإذا أحست أنك رجل فكرة، وصاحب دعوة ومبدأ ودين، فلا بد أن تستجيب لك.
هذه طبيعة المرأة إذا رأت من زوجها صلابة في أمره؛ فإنها تكون تابعة بطبيعتها.
وإذا أحست فيه التهاون بأمور دينه، وعدم اهتمامه، فإنها لا تبالي به.
ولتعلم -أخي الكريم- أنه ينبغي أن تكون صاحب دعوة، فإذا لم تدع أنت إلى الخير، فليست لك مناعة تدفع عنك دعوات الباطل، وستنجر إلى الوراء، بل إلى الحضيض، فإذا لم يكن ذلك من زوجتك، فسيكون من غيرها.
ولا ننصحك بطلاقها، ما دمت ترجو صلاحها، وإنما ننصحك بالاستمرار بدعوتها، لعل الله يهديها على يديك، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لأن يهدي الله بك رجلا واحدا، خير لك من حمر النعم. متفق عليه عن علي -رضي الله عنه-.
ولا فرق بين الرجل المرأة في هذا، وأحق الناس بدعوتك وبرك هم أهل بيتك.
والله أعلم.