السؤال
ما حكم قراءة الفنجان؟ لدي صديقة تقرأ الفنجان وعندما رفضت في أحد المرات وجدتها تقرأ لي أشياء عن طريق الجبين وفي أحد المرات وجدت أحد أقاربي يسألني عن حدث لي لم أخبر أحدا به أنه عرفه من الصديقة وهي تقرأ له الفنجان وإني أتسائل كيف يتسنى لأحد أن يعرف أخبار الآخر ويطلع عليها الآخرين؟ وكيف الحماية من هؤلاء الناس؟ وكيف المحافظة على أسراري وحياتي الشخصية؟ هل يوجد دعاء للبعد عن هؤلاء الناس والمحافظة على حياتنا الشخصية؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من أتى كاهنا أو عرافا، فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم" رواه الإمام أحمد في مسنده.
وكل من العراف والكاهن هو من يدعي معرفة المغيبات، فلا يجوز سؤاله، ومن سأله وصدقه، وكان قد علم من قبل أن الله عز وجل يقول: (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) [النمل:65]. فمن علم هذا ثم صدق الكهان والعرافين والمنجمين فيما يدعونه من معرفة المغيبات، فقد كفر، وعليه أن يتوب، ويجدد إسلامه.
وأما من صدقهم وهو لا يعلم هذا، فليس بكافر، ولكنه قد ارتكب إثما عظيما.
وقراءة الفنجان نوع من أنوع الكهانة، فلا يجوز سؤال من يفعل ذلك، ولا تصديقه، والكهان غالبا يعتمدون فيما يخبرون به على شياطينهم، فتخبرهم الشياطين ثم يخبرون هم بما أخبرتهم.
ومن المعلوم أن الشياطين يصدقون ويكذبون، ولو صدقوا مرة فأخبروا بواحدة صدقا كذب معها الكهان مائة كذبة، وما وقع مع الأخت السائلة ربما كان من هذا القبيل.
وعلى الأخت حتى تسلم من شرور هذه الكاهنة أن تشيع في الناس الذين من حولها هذا العلم، أعني حكم الذهاب إلى الكهان، وحكم تصديقهم.
كما عليها أن تبين لهم أن الشياطين يكذبون ويفترون، فلا يجوز الاعتماد على أخبارهم، وأعظم الوسائل نفعا في هذا الباب هو الاعتصام بالله عز وجل، والاستعاذة به من شرهم، وقراءة الأذكار في الصباح والمساء، ومن استعاذ بالله عز وجل حماه.
وعلى المسلم أن يعتقد جازما أنه لا أحد من الناس يستطيع أن يضر أحدا أو ينفعه إلا بقدر من الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف" رواه الترمذي.
والله أعلم.