الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل التحصن من السحرة والمشعوذين

السؤال

قبل يومين تعرفت على شخص يدعي أنه معالج روحاني، وأنه لديه هبة من الله، وهي أن لديه ملاكا مسلما معه يساعده، وطلب مني صورا لكف باطن يدي، وصورة أخرى ليدي على مقربة من بعض من الكوع إلى باطن اليد، ويدي تكون مفتوحة، زائد صور لرجلي من فوق الركبة ب20سم من خلال أني أثبت الهاتف، وأتحرك مجيئا وذهابا. أنا انخدعت به، وإني نادمة جدا.
قال إنه يوجد أشخاص يريدون أذيتي أنا وأهلي، وأنا بالذات، وأنهم يريدون تحطيم حياتي، وتدميرها، ويريدون تعذيبي، ولا يريدون لشخص أن يتقدم لي للزواج، وهم الذين يجعلونني أرفض أيّ شخص يتقدم لي؛ طلب أسماء أمي وأبي وأخي، وأسماء عماتي وخالتي. وقال إن العلاج يكون من خلال الصور فقط؛ قد خدعني وجعلني أتوهم، وظل يضغط عليّ حتى أوافق على طلباته الغريبة، كنت أتناقش معه في طريقة العلاج، فقال إنها ليست غريبة، ولا محرجة؛ لأن الذين يريدون أذيتي ما تركوا شيئا لم يفعلوه لأذيتي وتدميري.
في لحظة أنا أفقت من هذه الغيبوبة التي أدخلني فيها، ورفضت أن أكمل معه، فظل يهددني ويقول إني بذلك تركت الباب مفتوحا لجعل أيّ جنٍّ يدخل إلى جسدي، وأنه لديَّ مس وسحر وربط وتدمير وعين وحسد. وأنا سأتحمل مسؤولية أذية نفسي، وأهلي، وحاول أن يجعلني أصدق العلاج عن طريق الصور بإرساله لي محادثات لشخصيات بنات هو ساعدهم، وأرسل لي تسجيلا بصوت بنت، وقال إنها من الملائكة الخدام أي قال إنها من الخدمة الروحانية التي معه.
وهي رددت نفس الكلام أني لا بد أن أنفذ ما يأمرني بسرعة؛ لأنه لا يوجد وقت، وحياتي وحياة أهلي ستكون في خطر كبير، وحاول أن يجعلني أصدق أنه لا يريد أن يؤذيني، ويريد مساعدتي فقط، وكل أحاديثه معي عن طريق أوامر، ولا بد أن أنفذ بسرعة البرق، وادعى أنه جاء إليه جن من المكلفين بأذيتي، وقال له: اتركها لا تساعدها، وسنفعل لك ما تريد ثلاث مرات، وهو لم يستجب لهم؛ هو تحدث مع أبي مكالمة صوتية، وجعله يصدق أنه يرغب في مساعدتنا، وساعده في ذلك أننا كنا مصدقين، وفعلا كانت حياتنا، وبعض أمورنا أو كلها متوقفة، ويوجد لدينا نحس، وعدم توفيق، وحادثة سحر سابقة من واحدة من الشخصيات الذي قال هم من يريدون أذيتي وأذية أهلي.
أنا قطعت تواصلي معه الآن عن طريق التطبيق الذي كنت أحادثه منه، ولكن هو يعلم رقم هاتفي، ورقم هاتف أخي؛ لأني حادثته منه مرة. وأسماء أهلي. ومن الممكن أن يؤذينا من خلالهم.
أرجو أن تحاولوا مساعدتي، أو أن تجدوا لي حلا. ماذا أفعل في هذه المصيبة؟ وهل من الممكن أن أبلغ عنه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فهذا الرجل -الذي أوردت بسؤالك من حاله ما ذكرت-؛ دجال كذاب، أو ساحر أفاك، فالأخيار الأتقياء لا يزكون أنفسهم بأنهم أصحاب هبة من الله، فهم على علم ودراية بقوله تبارك وتعالى: هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {النجم:32}، ولا يمكن لشخص يخاف الله أن يطلب منك صورة تبرزين فيها ما لا يحل له رؤيته منك.

فلا يجوز سؤال الرجل فضلا عن تصديقه؛ فتصديقه فيما يقول أعظم خطرا، روى مسلم عن صفية عن بعض أزواج النبي -رضي الله عنهن- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.

والواجب عليكم منعه من التواصل معكم، وإذا أصر على الاستمرار في التواصل معكم، فينبغي تهديده برفع أمره للجهات المسؤولة، فإن انتهى فذاك، وإلا فارفعوا أمره إليها.

والذي يملك أمركم هو الله، فالتجئوا إليه، واعتصموا به، وتحصنوا بذكره، وخاصة بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، ولا يستطيع هذا الرجل أن يضركم بشيء، قال تعالى: وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ {البقرة:102}، وروى أحمد والترمذي وابن ماجه عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: من قال: بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يصبح، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات لم تصبه فجأة بلاء حتى يمسي.

وإن غلب على ظنكم إصابتكم بشيء من السحر ونحوه، فعليكم بالرقية الشرعية، والأفضل أن يرقي كل منكم نفسه ما أمكنه ذلك، فإن احتاج للاستعانة بالغير؛ فلا حرج في ذلك بشرط تحري أهل العقيدة السليمة والاستقامة في القول والعمل، وهم متوافرون والحمد لله.

وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى: 4310، والفتوى: 7976.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني