السؤال
نا شاب خريج كلية الشريعة وحافظ للقرآن وملتزم بالصلوات والطاعات والصدقات، وبالأذكار اليومية والمسائية وبالصدق والأمانة، أعيش حياتي تحت ظل الشريعة الإسلامية ـ ولله الحمد ـ ومشكلتي الوحيدة هي الوساوس القهرية في أمر واحد، وهي: هل غفر الله لي ذنوبي الماضية أم لم يغفرها؟ فقد قتلتني الوساوس في هذا الأمر وجعلتني بعيدا عن العلاقات الاجتماعية وعن إكمال علمي وعن العمل وعن كل شيء، وأعترف بأنني ارتكبت ذنبا، لكن سرعان ما عدت إلى ربي عز وجل تائبا باكيا منكسرا وتبت إلى الله مع جميع شروطها وتصدقت وفعلت ما فعلت من الدعاء والصلاة والنوافل..... إلخ، أعلم بأن الله يغفر الذنوب جميعا، إنه هو الغفور الرحيم، وأن البشر خطاؤون وليسوا بمعصومين، لكن الوساوس القهرية لا تدعني وتقول لي أنت ارتكبت ذنبا فأنت عاص إلى يوم القيامة، ولا تستحق العلاقات الاجتماعية ولا العمل ولا الحب ولا أي شيء، بل ستبقى في غرفتك إلى الأبد، فأحس بهذا الأمر علي وكأن أحدا وضع حجرا ثقيلا على قلبي، فأستسلم لهذه الوساوس في كثير من المرات، وسؤالي هو: ارتكبت كثيرا من الذنوب في الماضي وقبل عدة أيام ارتكبت ذنبا لكن سرعان ما عدت نادما منكسرا وحققت جميع شروط التوبة ـ ولله الحمد ـ فهل غفر الله لي أم لا؟ وهل الحسرة والندم الذي يراودني وقد حطمني كليا وكللت ومللت منه وحطم كل علاقاتي الاجتماعية وحياتي العلمية والعملية، هو وساوس أم عقاب من الله؟ أم ابتلاء أؤجر عليه؟ أغيثوني فليس لي بعد الله إلا أنتم... فقد مللت وتعبت من الوساوس؟.