لا يتمكن من الاستيقاظ لصلاة الفجر بسبب تجهيز طعام العشاء لوالديه

0 215

السؤال

والدي، ووالدتي يتناولان وجبة العشاء في وقت متأخر من الليل، وفي العادة أنا من يقوم بحمل الأطباق ووضعها على السفرة، ولكنني لا أستطيع الاستيقاظ لصلاة الفجر. في حين أنني إذا نمت بعد العشاء مباشرة أتمكن من الاستيقاظ. فأنا في حيرة: هل أترك صلاة الفجر تخرج عن وقتها لكي أبر بوالدي وأضع لهما العشاء على السفرة أم أصلي الفجر وأتركهما يضعان العشاء بنفسيهما ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا شك أن قيامك بتجهيز طعام العشاء لوالديك، يعتبر من أعظم  البر، بل هو سبب لتفريج الكربات بإذن الله؛ كما دل عليه حديث الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار، فقد حلب أحدهم لوالديه غبوقهما – اللبن يحلب أول الليل - فلما وجدهما نائمين انتظر استيقاظهما إلى طلوع الفجر، فكان هذا البر سببا لتفريج كربته.

  ونظن أنه يمكن الجمع بين تجهيز العشاء وبين الاستيقاظ للفجر، بأن تأخذ قسطا من النوم في النهار كالقيلولة تستعين بها على نوم الليل, ثم تنام في الليل مبكرا، وتتخذ منبها يوقظك وقت إحضار الطعام، ثم تعود للنوم بعده، وتتخذ بعض الوسائل التي تعينك على الاستيقاظ للفجر كاتخاذ منبه، أو توصية أحد الأشخاص لإيقاظك. وفي هذه الحالة يمكنك الجمع بين طاعة الله تبارك وتعالى ببر الوالدين، وأداء الصلاة في وقتها. فإن لم يمكنك فعل شيء مما ذكر، فقدم العبادة الحاضرة وهي بر الوالدين وأعد لهما عشاءهما، فإذا أويت إلى فراشك فخذ بأسباب الاستيقاظ من ضبط منبه، أو توكيل من يوقظك ونحو ذلك؛ وانظر الفتوى رقم: 119406.

  فإن غلبك النوم بعد الأخذ بأسباب الاستيقاظ، ولم تقم إلا بعد طلوع الشمس، فوقت الصلاة في حقك هو وقت استيقاظك، ولا إثم عليك فيما حصل من خروجها عن وقتها؛ لأن النائم مرفوع عنه القلم، وقد نص كثير من الفقهاء على أنه لا إثم على من نام قبل دخول وقت الصلاة وإن غلب على ظنه أنها تفوته؛ لأنه وقت نومه ليس مخاطبا بها. ولبيان حكم النوم قبل دخول وقت الصلاة لمن يظن أنه لا يستيقظ انظر الفتوى رقم: 138634.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة