استحقاق الله للعبادة يعود نفعه على العبد لا على الله

0 312

السؤال

كنت أحاور نصرانيا عن الفطرة السليمة، فقلت له إن الفطرة السليمة تقول: بوجود خالق واحد لا شريك له، وهو المستحق للعبادة، فقال لي: لو رأيت محتاجا فستقول إنه مستحق للمساعدة، وهنا تقول إنه يستحق العبادة، فهل لأنه يحتاج إليها؟! فهل مستحق للعبادة تعني محتاج للعبادة؟ وما الرد على هذه الشبهة؟ أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن عبارة الاستحقاق في لغة العرب لا تعني الاحتياج، وإنما تعني أن هذا الشيء حق لمن استحقه، فالله تعالى خلق العباد، وحقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ـ كما ثبت في حديث معاذ ـ وهو سبحانه وتعالى لا يحتاج لعبادتنا، بل نحن الفقراء والمحتاجون لعبادته نظرا لما يسببه لنا القيام بها من سعادة الدنيا والآخرة، أما الله تعالى: فهو غني، كما قال سبحانه وتعالى: إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر {الزمر: 7 }.

وقال تعالى: وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد {إبراهيم: 8 }.

وقد تكرر في عدة آيات أن مصلحة الإتيان بالأعمال الصالحة إنما ترجع للعبد لا إلى الله، وأن ضرر المعاصي إنما يرجع للعاصي لا إلى الله، فقد قال تعالى: ومن شكر فإنما يشكر لنفسه {النمل: 40 }.

وقال تعالى: ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه {فاطر: 8 }.

وقال تعالى: ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه {العنكبوت: 6 }.

وقال تعالى: من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها {فصلت: 46 }.

وقال تعالى: إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها {الاسراء: 7 }.

إلى غير ذلك من الآيات المؤكدة لما ذكرنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة