السؤال
أنا شاب عمري 23سنة علما أني لم أقم بعلاقة عاطفية. وفي هذه الفترة الأخيرة قصدت إتمام نصف الدين فأعجبت بفتاة حسنة الأخلاق فعرضت عليها فكرة الزواج فكان ردها القبول إلا أن هذا تغير فجأة لأنها أحست أن مكانتي عندها مثل أخيها. فسؤالي: كيف أواجه هذه المشكلة علما أن نيتي كانت صادقة حتى إنني أخبرت أمي بذلك وإنني لا أستطيع أن أتخلى عنها ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فننصحك أولا بعدم التعلق بتلك الفتاة، واصرف قلبك عنها قدر الاستطاعة حتى لا تتألم إذا هي أصرت على عدم الزواج منك.
كما ننصحك بالتزام حدود الله عز وجل، فلا يجوز لك النظر إلى هذه الفتاة، ولا الخلوة بها، وعليك أن توقن أن ما قدره الله سيكون، فإن كانت هذه الفتاة هي الزوجة التي قدر الله عز وجل أن تكون زوجة لك فسيكون، وإن كان خلاف ذلك فلن تستطيع أن تغير شيئا، والإيمان بالقدر فيه راحة النفس، وسرور القلب، وانشراح الصدر، ولكن عليك الأخذ بالأسباب، وذلك بأن تحاول إقناع هذه الفتاة عن طريق بعض الأقارب من النساء أو الرجال المحارم بأن حب الاحترام والألفة الذي تكنه لك لا ينافي الزواج، فهي حلال لك، وأنت حلال لها، وطالما أنه ليست هناك نفرة بينكما وبغضاء، فالأمر سهل هين، فإن الحب الذي يكون بين الزوجين يكتسب بعد، حاول إقناعها بهذا فإن اقتنعت فذاك، وإلا فاعلم أن ما قدره الله لك خير لك فإنه يعلم ولا تعلم.
وننبهك إلى أمرين مهمين:
الأول: النظر في دين هذه المرأة وأخلاقها، فإن لم تكن ذات دين فلا ينبغي لك أن تحرص عليها، وتجتهد في إقناعها، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: فاظفر بذات الدين تربت يداك. رواه البخاري ومسلم.
الثاني: عليك باستخارة الله عز وجل، ومشاورة العقلاء من المخلوقين قبل الإقدام على أي أمر من أمور حياتك.
وقد سبق وأن أجبنا عن حالة شبيهة بحالتك هذه في فتوى سابقة برقم:
16259 فراجعها.
والله أعلم.