السؤال
أرجو منكم قراءة سؤالي، والإجابة عليه، وجزاكم الله كل خير.
أنا موظف في شركة نفطية، تم تعييني في تلك الشركة بالواسطة عن طريق قريب لي.
وقد تم إرسالي إلى حقل يبعد عن المدينة حوالي سبع مائة كيلومتر أو أكثر؛ أرسلوني إلى هذا الحقل كأخصائي تدريب ـ يعني ما يتعلق بالدورات التدريبية، وتدريب الموظفين، كل ما يحتاجونه من لغة إنجليزية وغيرها. وهذا العمل يكاد يكون ميتا ـ أقصد لا يوجد تدريب في الحقل، يمضي علي اليوم واليومان، والأسبوع، والأسبوعان ولا يوجد عمل، علما بأني أخبرت الشخص المسؤول عني في مركز الشركة، وقلت له هذا، فقال لي لا دخل لك، وأنت مجرد أن تبقى هناك، فهذا هو عملك. إلى آخره.
كذلك أود أن أخبركم أنه توجد كتب تعليم اللغة الإنجليزية فيها صور نساء، وبنات، واختلاط وموسيقى. وغيرها مما لا يخفى عليكم في مناهج تعليم اللغة الإنجليزية المعروفة، وليست لدي الصلاحية والقدرة على تغيير هذا المنهج. وقد يطلب مني أحيانا أن أنقل هذه الكتب وأجهزها للطلبة، وأوزعها عليهم. إلى غير ذلك مما أقوم به كشخص في إدراة التدريب. طبعا هذا قمت به قبل سنوات عند ما كان التدريب قائما في الحقل، أما الآن فقد توقف التدريب في الحقل لفترة غير معروفة، ولأسباب معينة.
والسؤال: ما حكم عملي هذا وأخذ راتب مقابل هذا ؟
وقد أخبرني بعض الشباب يا شيخ أنه لا بد أن تبقى في مكتبك طيلة ساعات الدوام حتى ولو لم يكن هناك عمل ... إلى آخره.
وإذا كان عملي جائزا. فهل إذا خرجت أحيانا قبل نهاية الدوام، أو إذا دخلت بعد الدوام؛ هل هذا فيه حرج؟ وقد أخبرتكم يا شيخ أنه لا يوجد عمل، بل لا يوجد تدريب أصلا في الحقل.
كذلك أود أن أخبركم أنه يوجد بعض الموظفين الذين في الحقل ينظرون إلي نظرة غريبة ؟!! هل تدرون لماذا؟ لأنهم يعلمون علم اليقين أنه لا يوجد تدريب في الحقل؛ بالتالي هم يسألون الأسئلة الآتية:
ماذا تفعل هنا؟ ما الذي تقوم به ؟ ألا يوجد تدريب؟ .. إلى آخره.
هذا سؤالي يا شيخ فبالله عليكم أرجو الإجابة، فقد كثرت عندي، وحولي الشكوك، وفكرت كثيرا في الاستقالة من هذه الشركة والبحث عن عمل آخر؛ فإن البعد عن الحرام أهم من أن يبقى الإنسان بدون مال؛ فالإنسان يتحمل صعوبة ومشقة الحياة ولا يتحمل عذاب الله تعالى بسبب أكل الحرام.
وجزاكم الله كل خير.