السؤال
كنت من أصحاب اليد العليا، وأطبق ما قاله نبينا الكريم: من فرج عن مؤمن كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة. وكنت حريصة على فعل ذلك مع من حولي، ثم رزقني الله ضيق الحال، ونقصا في الأنفس، والأموال، والثمرات، وأصبحت ممن ينتظر تفريج كرباته، ومن أصحاب اليد السفلى.
وسؤالي: هل هذا يعني أنه ليس لي مما صنعت ما يفرج عني كربات يوم القيامة، وأنني أجازى به في الدنيا دون الآخرة؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل منك تلك الأعمال والمساعدات للناس، ونوصيك بالصبر، ونبشرك بأن الله تعالى لا يضيع أجر المحسنين كما قال تعالى: يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين {آل عمران:171}. وقال تعالي: واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين {هود:115}. وقال تعالي: إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين {يوسف:90}.
وأما ما طرأ عليك فقد لا يدل على ما ذكرت، وإنما يكون ابتلاء يرفع الله به درجاتك في الآخرة، ويكفر سيئاتك، فالابتلاء سنة الحياة، وهو يكون بالسراء كما يكون بالضراء، فمن صبر عليه نال الرحمات وعلو الدرجات، وتكفير السيئات كما قال الله تعالى: ونبلوكم بالشر والخير فتنة. [الأنبياء:35].
وقال تعالى: ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. [البقرة:155-157].
وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وحسنه.
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من هم، ولا حزن، ولا وصب، ولا نصب، ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه مسلم.
والله أعلم.