موقف المسلم من أهله الواقعين في بعض المعاصي

0 254

السؤال

ما هو حد تعاملي مع أهلي الذين يفعلون المنكر؟ وإلى أي حد أنا محاسب عنهم؟ وإلى أي درجة يمكن أن أصل؟ أرجو بيان ذلك بخصوص الأخ الأكبر والأب، وعلى سبيل المثال الأغاني والمسلسلات وإتمام شروط الحجاب، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فواجبك تجاه أهلك هو دعوتهم إلى الله والالتزام بحدوده، والإنكار عليهم فيما يفعلون من منكرات وتساهل في الواجبات، وأن توضح لهم الحكم الشرعي فيما يفعلون وأدلة ذلك، واحرص على أن يكون ذلك بالرفق واللين والرحمة لاسيما مع أبيك، واحذر تعنيفه أو تسفيهه، فإذا كنت تقوم بذلك فلا حرج عليك بعد ذلك في معاملة أهلك وصلتهم مع الحرص على اجتنابك للمنكرات وعدم مشاركتهم فيها، واعلم أن صلة الرحم واجبة ولا تسقط بالمعاصي، والدليل على ذلك ما في الصحيحين عن أسماء بنت أبي بكر ـ رضي الله عنهما ـ قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدتهم مع أبيها فاستفتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله إن أمي قدمت علي وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: نعم صليها.

وأما هجر أهل المعاصي: فهو مشروع إذا تحقق أو غلب على الظن أنه أنفع للمهجور ـ في الجملة ـ من وصله، وانظر الفتويين رقم: 18611، ورقم: 14139.

وإذا كنت تقوم بواجبك من إنكار المنكر بقدر المستطاع واعتزاله، فأنت على خير، ولا يضرك بعد ذلك ما يفعلون، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم تعملون {المائدة:105}.

وقال سبحانه: وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون {الأنعام:69}.

واحرص على الدعاء لهم بالهداية، وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 141609، وما أحيل عليه فيها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة