الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من سبل إرشاد الأهل لسلوك طريق الحق

السؤال

أواجه صعوبات مع أهلي، فوالدي لا يصلي في المسجد ولا يعطي الصلاة حقها، وأمي تؤخر الصلوات ولا تبالي بها، وحينما أذكرها بالصلاة تغضب مني جدا وربما يصل الأمر إلى العقوق ولا تبالي بالغيبة وأخاف عليهم جدا وأختي عاقة لوالديها ولا تعطي الصلاة حقها، وأخي الأكبر لا يعطي الصلاة حقها ويكذب كثيرا، وأخي الأصغر نادرا ما يصلي وشديد العقوق لوالديه، وقد استخدمت اللين لدعوتهم وأسمعتهم خطب وحجبت القنوات المتخصصة في الأغاني والأفلام والمسلسلات وأسلك أي سبيل لإبعادهم عن الحرام، فوالدي وإخوتي لا يقرؤون القرآن ويكتفون ـ فقط ـ بسماعه وأخاف عليهم جدا يا شيخ، فأنا ـ والحمد لله ـ أسمع خطبا وأقرأ كتبا وأقرأ القرآن ولولا عصمة الله لي لانجرفت معهم، وفيهم خير وأحبهم جدا لولا أنهم لا يبالون بالآخرة، وقد استعملت ما أقدر عليه لدعوتهم، فماذا علي أن أفعل؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على حرصك على أهلك واهتمامك بهدايتهم ونجاتهم، ولا شك أن بر الوالدين والحرص على نجاتهما في الدنيا والآخرة يتطلب مداومة دعوتهما إلى الله عز وجل، وأمرهما بالصلاة وبغيرها من العبادات. ولكن ننبهك على أن دعوة الوالدين تكون برفق وعدم غلظة، فإن لم تستطع دعوتهما مباشرة فليكن ذلك بواسطة من له بهما معرفة وخلطة وله قدرة على التأثير عليهما.

ونوصيك بالصبر على دعوة أهلك والمثابرة على ذلك ولا تحملك قلة استجابتهم على اليأس من هدايتهم, فإن لم تجد منهم بعد ذلك استجابة فلن يضرك ـ إن شاء الله ـ تقصيرهم، ولكن أكثر من الدعاء لهم بظهر الغيب فرب دعوة فتحت لها أبواب السماء يغير الله بها القلوب ويصلح بها الأحوال, وراجع الفتوى رقم: 31712، ففيها توجيهات لمن ابتلي بأقارب يفرطون في الصلاة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني