السؤال
فضيله الشيخ: أنا مصاب بالوسوسة في الصلاة والوضوء، وأصبحت أتكاسل عن الصلاة، وأقوم بتأجيل صلاة المغرب والعشاء والفجر إلى اليوم التالي، مع العلم أنني أصلي هذه الصلوات في وقتها بنية الإعادة، وسمعت فتوى للشيخ ابن باز بكفر مؤخر الصلاة عن وقتها، وأعلم أن جمهور العلماء قالوا إنها كبيرة، وعندما أصليها أنوي أنني غدا سأنطق الشهادة وأغتسل لكي أخرج من الخلاف الحاصل بين العلماء، فهل أعتبر كافرا بهذه الطريقة أم لا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي البداية نسأل الله تعالى لك الشفاء العاجل مما تعانيه من وساوس في الوضوء والصلاة وغيرهما, ثم إنه من الواجب عليك أداء كل صلاة في وقتها، لقوله تعالى: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا {النساء:103}. أي مفروضة في أوقات معينة، لا يجوز إخراجها عنه، فمن أخرجها عن الوقت بغير عذر شرعي، كان مضيعا لها ومتوعدا بالغي الوارد في قوله تعالى: فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا {مريم:59}.
ثم إننا ننصحك بأن تكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى، ثم لا تلتفت إلى ما تشعر به من وساوس، فإن ذلك من أنفع علاجها, وراجع لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 3086.
ثم إذا كنت تقصد أنك تتعمد أن تصلي المغرب والعشاء والصبح في وقتها بنية الإعادة, فهذه الصلوات الثلاث باطلة عند بعض أهل العلم، وراجع الفتوى رقم: 151069.
وإذا كنت تعيد هذه الصلوات بعد خروج وقتها، فقد برئت ذمتك منها، لكن تعمد تأخير الصلاة حتى يخرج وقتها كبيرة من كبائر الذنوب في قول جمهور العلماء, ويرى الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ أن هذا الفعل كفر مخرج عن الملة ـ كما ذكرت في سؤالك ـ وقد سبق بيانه في الفتوى رقم : 162523.
فأعرض عن هذه الأفكار, واستعذ بالله من الشيطان الرجيم, وحافظ على أداء صلواتك في وقتها, مع المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد، فإنها واجبة عند بعض أهل العلم، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 160701.
والله أعلم.