تقبل على المعصية وتمتنع عنها مستشعرة رقابة الله

0 124

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة ابتليت بذنب مشاهدة الصور والأفلام المحرمة بالصدفة عن طريق الأنترنت، وبعدها بممارسة العادة السرية واستمررت عليها بضعة شهور، وقد تبت منها وتركتها خوفا من الله منذ عام، وأنا فتاة متدينة أواظب على سنن الصلاة والصيام وقراءة القرءان ولكن تراودني نفسي أحيانا كثيرة فأبحث على الأنترنت لمشاهدة تلك الصور، ولكنني أستشعر حضور الله فأغلقها مباشرة قبل الإتيان بالمعصية وأشعر بغضب الله وعدم قبوله لتوبتي وأجاهد نفسي كثيرا حتى لا أعود لتلك المعاصي، فهل يعتبر إقبالي على المعصية والرجوع عنها قبل إتيانها من الاستمرار في المعصية وعدم قبول توبتي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نهنئك على توبتك وابتعادك عما كنت تفعلين من المنكرات والمعاصي, ونسأل الله تعالى أن يتقبل توبتك وأن يثبتك على طريق الاستقامة, وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن, ونبشرك بأن الله تعالى يقبل توبة عبده، بل ويفرح بها ويحب التوابين، قال تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما {النساء:110}.

وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر 53}.

وشروط التوبة الصادقة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود، وللمزيد عن شروط التوبة انظري الفتوى رقم: 5646.

وبخصوص ما تفعلينه من البحث عن المناظر المحرمة ثم تمتنعين عن مشاهدتها استشعارا لمراقبة الله تعالى, وخوفا من عقابه, فليس دليلا على عدم قبول التوبة, لكن عليك أن تعزمي عزيمة صادقة بالابتعاد عن ما يؤدي إلى المعصية بكافة الأسباب الممكنة مثل قطع الإنترنت عند التفكير في البحث عن تلك المناظر, أو إغلاق الجهاز نهائيا، أو نحو ذلك حتى تقطعي على نفسك طريق الفتنة والشهوة, واستعيذي بالله من كيد الشيطان الرجيم, وأكثري من الدعاء بالتوفيق والعصمة من كل الذنوب والمعاصي, وإذا وقعت في تلك المعصية فبادري بالتوبة إلى الله تعالى, وأكثري من الاستغفار, ولا تقنطي من رحمة الله تعالى، وللمزيد عن حرمة العادة السرية ومشاهدة الأفلام الخليعة راجعي الفتويين رقم: 29324 ورقم: 7170.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات