السؤال
أثناء عملي في أحد المحال التجارية، كان يوجد شاب يعمل في متجر بالقرب منا ورآني أبحث عن شخص ليعمل معنا فقال لي أنا أريد أن أستقيل من عملي وسأعمل معكم، وعرفته على المدير واستمر الحال ووظف، وبعد مرور أيام أحضر أخا له ووظفه معنا وكان أخوه لا يفهم شيئا ولا يسمع الكلام، وبعد مرور شهرين طفح الكيل ولم أحتمل وانزعجت منه ولم أفعل شيئا معه لأنني قلت له هيا قم واعمل، ولم يتحرك وأعدت الكرة مرارا وتكرارا، ولكن لا حياة لمن تنادي، وفجأة جاء أخوه وقال ـ أستغفر الله ـ لك حل عن ربو؟ فلم أحتمل واتصلت بالمدير، وبعد مرور يومين تم فصل الاثنين، فهل أكون قد تسببت بقطع أرزاقهم؟ وماذا أفعل مع ضميري الذي يؤنبني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يملك أحد قطع رزق أحد، بل لا بد أن يعلم المؤمن تمام العلم ويتيقن كامل اليقين أن رزقه ورزق غيره بيد من خلقه، قال تعالى: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها {هود:6}.
وصح عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. وهو في الحلية لأبي نعيم عن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ وعزاه ابن حجر لابن أبي الدنيا، وذكر أن الحاكم صححه من طريق ابن مسعود.
لكن إن كنت قد ظلمتهم بأن قلت للمدير ما ليس فيهم فقد اعتديت عليهم وظلمتهم ظلما يستوجب التوبة والإنابة والتحلل منهم، وأما لو كنت إنما بينت للمدير حال المتكاسل الذي لا يؤدي عمله بعدما نصحته، أو شكوت أخاه وذكرت إساءته لك، فلا حرج عليك فيما تم، كما بينا في الفتوى رقم: 38318.
والله أعلم.