آفة الإصرار على الذنب وحدُّه

0 237

السؤال

قرأت عندكم أن الأناشيد التي تشتمل على المعازف محرمة ورأيت عندكم أن المعازف سماعها كبيرة من الكبائر التي ذكرها الهتيمي وبالتالي إذا كانت من الكبائر هذه الأناشيد بهذه المعازف، فهل الصلاة إلى الصلاة تصبح غير مكفرة للذنوب، لأنه لم تجتنب الكبائر؟ لأن الصلاة إلى الصلاة مكفرات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر؟ وإن كانت صغيرة من الصغائر وأعلم أنه لا يوجد صغائر بالمعنى الإسلامي ولكنها صغيرة مقارنة بغيرها، فما مقدار تكرارها لتصبح كبيرة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فيمكنك مراجعة الفتوى رقم: 100088، فقد استقصينا فيها الكلام على تحريم المعازف.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 46392، وقد بينا الخلاف في كونه كبيرة أم لا، والظاهر لنا من ذلك بالفتوى رقم: 149943، فراجعها، وتوابعها.

ولا يجوز أن يقدم المسلم على المعصية بدعوى كونها صغيرة، وأنها ستكفر بالصلاة، وراجع الفتوى رقم: 37983.

والإصرار يجعل الصغيرة كبيرة، وهو عمل قلبي ولا يتحدد ذلك بعدد المرات، جاء في نضرة النعيم: وقال الراغب: وأصله ـ أي الإصرار ـ من الصر وهو الشد، والإصرار: كل عزم شددت عليه...
وقال الجوهري:.. وأصر على الشيء إذا لزمه وداومه وثبت عليه، وأكثر ما يستعمل في الشر والذنوب، يعني من أتبع الذنب الاستغفار فليس بمصر عليه وإن تكرر منه، وقول الله تعالى: ولم يصروا على ما فعلوا {آل عمران: 135} أي لم يثبتوا ويعزموا على ما فعلوا، الإصرار: هو العزم بالقلب على الأمر وترك الإقلاع عنه، وقال سهل بن عبد الله: الجاهل ميت، والناسي نائم، والعاصي سكران، والمصر هالك، والإصرار: هو التسويف، والتسويف: أن يقول: أتوب غدا، وهذا دعوى النفس، كيف يتوب غدا، وغدا لا يملكه؟ وقال غير سهل: الإصرار هو أن ينوي ألا يتوب، فإذا نوى التوبة النصوح خرج عن الإصرار، وقول سهل أحسن. انتهى.

وراجع  الفتوى رقم: 215986.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات