بقاء في الموظف في البنك الربوي لغاية فتح فرع إسلامي

0 147

السؤال

حصلت على بكالوريوس في التجارة ـ وحمدا لله ـ كنت من أوائل الخريجين، وكانت المصلحة الوحيدة في ذلك الوقت في مصر هي بنك التنمية والائتمان الزراعي، وتم تعييني بها، وأقسم بالله أنني لم أكن أعلم قوة حرمة العمل في البنوك، وبعد البحث والتدقيق أيقنت أن العمل في البنوك الربوية حرام وقرأت الفتاوى الخاصة بذلك، وفكرت في ترك هذا العمل، وأنا الآن أعول زوجتي وابني ووالدتي واثنين من إخواني، والذين يتقاضيان معاشا بسيطا بعد وفاة والدي، والكل يعلم الآن الظروف الاقتصادية بمصر، وهذا البنك قد وضع خطة لإنشاء فروع إسلامية في المحافظات، إلا أن الخطة الزمنية غير معلومة، فمن الممكن تنفيذها غدا، ومن الممكن أن تأخذ وقتا، ولي الحق بعد إنشاء الفرع الإسلامي أن أعمل فيها، فهل يجوز أن أنتظر في البنك على أساس نيتي في النقل إلى الفرع الإسلامي بعد الإنشاء؟ أم لا يجوز شرعا أن أبقى دقيقة واحدة؟ وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يجعل لك مخرجا وفرجا قريبا، وحيث إن العمل في البنوك الربوية حرام شرعا ـ كما قد علمت ـ لما فيه من الإعانة على الربا الذي حرمه الله تعالى، فيجب عليك ترك عملك هذا فورا، ولا يجوز لك البقاء فيه سواء لفترة طويلة أو قصيرة، اللهم إلا إن كنت لا تجد ما تسد به ضرورتك وضرورة من تعولهم، فحينئذ يجوز لك البقاء في ذلك البنك حتى تجد لك مخرجا، لأن الضرورة تقدر بقدرها، وقد بينا حد الضرورة المبيحة للتعامل بالربا في الفتويين رقم: 6501، ورقم: 22567.

هذا مع وجوب البحث الجاد والتدبير من أجل ترك عملك هذا، لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وراجع لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 101803، ورقم: 35027.

وراجع أيضا بشأن العمل في الفروع الإسلامية التابعة لبنوك ربوية الفتوى رقم: 55082، وما أحيل عليه فيها.

وكن على يقين أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وأن خزائن الله ملأى لا تنفد، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات