حب الله تعالى هو الأصل وهو مقدم على كل محبوب

0 254

السؤال

هل نحب صفات الله وأسماءه أكثر من الرسل والرسول محمد عليهم الصلاة والسلام؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي الصحيحين عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار.

ولا يخفى أن حب الله هو الأصل، قال ابن القيم في الجواب الكافي: فصل: أقسام المحبوب، والمحبوب قسمان: محبوب لنفسه ومحبوب لغيره، والمحبوب لغيره، لا بد أن ينتهي إلى المحبوب لنفسه، دفعا للتسلسل المحال، وكل ما سوى المحبوب الحق فهو محبوب لغيره، وليس شيء يحب لذاته إلا الله وحده، وكل ما سواه مما يحب فإنما محبته تبع لمحبة الرب تبارك وتعالى كمحبة ملائكته وأنبيائه وأوليائه، فإنها تبع لمحبته سبحانه، وهي من لوازم محبته، فإن محبة المحبوب توجب محبة ما يحبه وهذا موضع يجب الاعتناء به، فإنه محل فرقان بين المحبة النافعة لغيره، والتي لا تنفع، بل قد تضر. انتهى.

ثم افتراضك أن حب الصفات منفصل عن حب الله هو الذي أوقعك في هذا السؤال العجيب، فالصفات لا تنفصل عن الذات إلا في الذهن، قال شيخ الإسلام في الرسالة الأكملية: فإن تقدير ذات مجردة عن جميع الصفات، إنما يمكن في الذهن لا في الخارج.

بل معرفة صفات الله أحد أسس محبته، قال ابن رجب في فتح الباري: ومحبة الله تنشأ تارة من معرفته، وكمال معرفته: تحصل من معرفة أسمائه وصفاته وأفعاله الباهرة والتفكير في مصنوعاته وما فيها من الإتقان والحكم والعجائب، فإن ذلك كله يدل على كماله وقدرته وحكمته وعلمه ورحمته، وتارة ينشأ من مطالعة النعم..

وبتأمل أسئلتك نجد فيها نوعا من الجنوح للتعمق، فحاول البعد عن ذلك، والانشغال بالعلم النافع، فإنه يدفع عن العبد الوساوس جاء في السير للذهبي: ذكر ابن عبد البر في كتاب العلم له: قال ابن وهب: كان أول أمري في العبادة قبل طلب العلم فولع بي الشيطان في ذكر عيسى ابن مريم ـ عليه السلام ـ كيف خلقه الله تعالى؟ ونحو هذا، فشكوت ذلك إلى شيخ، فقال لي: ابن وهب؟ قلت: نعم، قال: اطلب العلم، فكان سبب طلبي العلم.

فلما تعلم ذهبت شبهاته ووساوسه، وصار من أوعية العلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات