السؤال
منذ سنتين تقريبا تزوجت من شخص يشهد له الكل برجاحة العقل والحكمة، ولكنني اكتشفت عكس ذلك تماما، وصدمت، ولدي الكثير من المشاكل مع زوجي بعضها مشاكل عادية، والبعض منها شبه معقدة لوجود فارق عمري بيني وبينه حوالي عشرين سنة، زوجي لا يحاول مسايرتي لكوني أصغر منه سنا، ولا يتغاضى عن بعض تصرفاتي وهفواتي الطائشة في بعض الأحيان، فهو عصبي جدا، متمسك برأيه حتى لو كان على خطأ وأنا أيضا عصبية، فلا نجد الحل المناسب بيننا. من أول الزواج أخذ زوجي ينتقدني، ويضحك على شعري؛ لأنه مجعد بانتقاد جارح، ولكوني إنسانة حساسة جدا أتوتر، وأتهجم عليه بكلام أيضا جارح.
حاولت أن أوضح له أنه ليس من الأدب أن ينتقدني، أو أن يعيرني بشكل استفزازي، وكونك أنت الذي اخترتني ورضيت بي في الرؤية الشرعية وعلى علم أن شعري مجعد وغير ناعم. في كل مرة يحاول أن يبرر، ولكن في الفترة الأخيرة زاد في الانتقاد، وتأكد من أن هذا الشيء يضايقني فأصبح يزيد ويزيد لاستفزازي، ويعيرني بأنه سوف يتزوج من امرأة أجمل، ولها شعر ناعم أكثر مني.
هل يجوز انتقاد أحد الزوجين للطرف الآخر؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالواجب على الزوجين أن يعاشر كل منهما صاحبه بالمعروف، ومن المعاشرة بالمعروف أن يحسن الرجل صحبة زوجته، فلا يهينها أو يؤذي مشاعرها، فلا يجوز لزوجك أن يعيرك ويسخر منك بسبب تجعيد شعرك، ففي سنن أبي داود عن معاوية بن حيدة، قال: قلت: يا رسول الله، نساؤنا ما نأتي منهن وما نذر، قال: ائت حرثك أنى شئت، وأطعمها إذا طعمت، واكسها إذا اكتسيت، ولا تقبح الوجه، ولا تضرب.
قال المناوي –رحمه الله- في فيض القدير: ولا تقبح الوجه" أي: لا تقل إنه قبيح. ذكره الزمخشري: وقال القاضي: عبر بالوجه عن الذات، فالنهي عن الأقوال والأفعال القبيحة في الوجه وغيره من ذاتها وصفاتها، فشمل نحو لعن، وشتم، وهجر، وسوء عشرة وغير ذلك. اهـ
واعلمي أن حصول المودة والتفاهم بين الزوجين يحتاج إلى الصبر، وإلى التجاوز عن بعض الأخطاء, والتغاضي عن الزلات والهفوات, والنظر إلى الجوانب الطيبة في أخلاق الطرف الآخر، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها آخر. صحيح مسلم.
قال النووي - رحمه الله -: أي: ينبغي أن لا يبغضها؛ لأنه إن وجد فيها خلقا يكره وجد فيها خلقا مرضيا, بأن تكون شرسة الخلق لكنها دينة، أو جميلة أو عفيفة أو رفيقة به أو نحو ذلك. اهـ.
فالذي ننصح به زوجك أن يتقي الله ويعاشرك بالمعروف، وننصحك بالصبر عليه وعدم مقابلة الإساءة بمثلها، وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.