السؤال
لا أحصي عدد المرات التي تشاجرت فيها مع زوجي، وأثناء خطوبتي سمعت من إحدى قريبات زوجي وطليقته أن له علاقات نسائية، والبعض يقول إن زوجي شريف وإذا نوى شيئا، فإنه يذهب إلى الطريق الحلال، فأدركت أن أناسا يريدون تفرقتي مع زوجي بكل طرق، وكانت قناعتي أن زوجي لا يحب الحرام، وإذا استحالت العشرة بينا فإما أن يفارقني أو يتزوج، ومع تكرار الموضوع بأنه يجب أن نأخذ الحيطة والحذر من زوجي أخذ الشطان يوسوس لي. وفي إحدى المرات كان خلاف بيننا وسافرت مع الأهل، ولما رجعت اكتشف أن زوجي تغير في تصرفاته فاتجهت إلى عرافة تتعامل مع الجن فأكدت لي أن زوجي على علاقة مع امرأة بالحلال، وذهبت إلى أخرى فأكدت لي أنه على علاقة مع امرأة ليست زوجة شرعية، فندمت على ذهابي. فهل يصدق الجن في إخبار العرافة عن الحياة الشخصية للإنسان؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز للمسلم إتيان العرافين ولا سؤالهم ولا تصديقهم في ما يقولون؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد.
وفي حديث أحمد والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد.
ورواه أبو داود بلفظ: فقد برئ مما أنزل على محمد. صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وقد يصدق الجني أحيانا، ولكنه يغلب عليه الكذب، وبهذا لا يدري المتعامل مع الجني ولا من يسأل العرافين شيئا عن تحديد المسألة التي صدق فيها الجني؛ ولهذا منع تصديقهم مطلقا، فقد قال الإمام النووي في شرح مسلم: الكهانة في العرب ثلاثة أضراب:
أحدها: يكون للإنسان ولي من الجن يخبره بما يسترقه من السمع من السماء، وهذا القسم بطل من حيث بعث النبي صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن يخبره بما يطرأ أو يكون في أقطار الأرض وما خفي عنه مما قرب أو بعد، وهذا لا يبعد وجوده لكنهم يصدقون ويكذبون، والنهي عن تصديقهم والسماع منهم عام.
الثالث: المنجمون، وهذا الضرب يخلق الله تعالى فيه لبعض الناس قوة ما، لكن الكذب فيهم أغلب، ومن هذا الفن العرافة وصاحبها عراف، وهو الذي يستدل على الأمور بأسباب ومقدمات يدعي معرفتها.. وهذه الأضراب كلها تسمى كهانة، وقد أكذبهم كلهم الشرع ونهى عن تصديقهم وإتيانهم. اهـ.
واعلمي أن من أعظم ما يعين على حل مشكلتك أن تعرفي ما لك من الحق على زوجك وما له عليك من الحق، وأن يحرص كل منكما على المعاشرة بالمعروف وأداء ما عليه من الحقوق، وعليك أن تحرصي على رضى الزوج وطاعته والبعد عن أذاه وسخطه، ففي الحديث عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها. رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
وعن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله! فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا. رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
والله أعلم.