السؤال
فضيلة الشيخ: لقد كنت منذ حوالي عام لا أصلي إلا الجمعة، وقلما أصلي بين الجمعتين، وقد قرأت أن تارك الصلاة كافر بالإجماع.
فهل أنا كذلك تارك للصلاة أم متهاون بها؟
ثم كما تعلم انتشرت بعض النكات التي تكون عن الدين، وقد عرفت أن السخرية بالدين كفر، وقد كنت أقول بعض النكات على سبيل المزاح، ولكن لم أعلم هل أنا كافر ومشرك بالله؟ لقد كنت أعلم بحرمتها، ولكن لم أكن أعلم أنها كفر وشرك، فتجنبتها ولم أقلها، إلى أن جاء صديقي وقال بعضا منها، فقلت اثنتين منها، تناولت مقدسات، أو أعمالا إسلامية، وأستغفر الله، وفي اعتقادي وقتها أنها لن تكفرني؛ لأنها لم تسخر من الدين، ولكن بعد أن جلست مع نفسي عرفت أنها كذلك. ثم سألت نفسي: هل أنا كافر ومشرك، ومرتد عن ديني ولم أعد مسلما؟ وأصبت بالقلق من هذا الموضوع؛ لأن الشرك بالله لا يغفر (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
أنا شاب في ال 13 من عمري. أفيدوني أفادكم الله، مع العلم أني أصوم، وأصلي، وأستغفر، وأؤمن بالله ولا دخل لي بالشرك.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يقبل توبتك، وأن يثبتك على الاستقامة، ويجعلك من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله؛ وفي الحديث الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" . .
وأما تركك للصلاة بعد البلوغ تكاسلا، فهو منكر عظيم، وجرم كبير لكن لا يصل إلى الكفر، والحمد لله أن تبت منه، ونوصيك بالمحافظة على صلاتك، وقضاء ما تركته منها بعد بلوغك، وقد بينا بالفتوى رقم: 153039، ومرفقاتها وجوب قضاء ما فات بعد البلوغ، وبينا صفة القضاء، وعلامات البلوغ.
وأما النكات المشتملة على السخرية، والاستخفاف ببعض الشعائر الدينية فهي كفر مخرج من الملة، كما سبق بيانه في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1845، 26193،48790 ومن علم تحريم ذلك لكنه جهل كونه كفرا، فليس بعذر، فعليك الحذر من ذلك، والتوبة مما صدر منك قبل, وقد بينا بالفتوى رقم: 36141 أن التوبة تكفر جميع الذنوب بما فيها الشرك.
وهذا الكلام محله إذا كنت بالغا حال النطق بالاستهزاء، أما إن كنت صغيرا فلا تحصل الردة كما بيناه بالفتوى رقم: 158039.
والله أعلم.