السؤال
تتكرر في ذهني أصوات الموسيقى والأذان والقرآن والتكبير، وأحيانا بعض أصوات العائلة، فماذا أفعل؟ علما بأنني لا أستمع إلى الأغاني ولكنها في كل مكان من الجامعة، أريد أن أتأمل وأفكر لكن بلا جدوى.
تتكرر في ذهني أصوات الموسيقى والأذان والقرآن والتكبير، وأحيانا بعض أصوات العائلة، فماذا أفعل؟ علما بأنني لا أستمع إلى الأغاني ولكنها في كل مكان من الجامعة، أريد أن أتأمل وأفكر لكن بلا جدوى.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أولا أن المحرم هو قصد الاستماع إلى الموسيقى، وأما مجرد السماع دون قصد فلا يأثم به المكلف، قال الفقيه ابن حجر المكي رحمه الله: ومنها: أن الممنوع إنما هو الاستماع لا مجرد السماع لا عن قصد وإصغاء، وقد صرح أصحابنا بأنه لو كان في جواره شيء من الملاهي المحرمة ولا يمكنه إزالتها، لا يلزمه النقلة، ولا يأثم بسماعها لا عن قصد وصرحوا هاهنا بأنه إنما يأثم بالاستماع، لا بالسماع. انتهى.
ولا تأثمين كذلك بما يتردد في قلبك من هذه الأصوات، فإن الله برحمته تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم، لكن ينبغي لك أن تجتهدي في حراسة خواطرك، وألا تعملي فكرتك إلا فيما يعود عليك بالنفع في دين أو دنيا، وانظري الفتوى رقم: 150491.
وكلما جاهدت نفسك وحاولت تمرينها على الإعراض عن الأفكار الرديئة واستبدالها بالأفكار الطيبة حصل لك مقصودك ـ بإذن الله ـ فاستمري في مجاهدة نفسك واجتهدي في الدعاء أن يرزقك الله الفكرة فيما ينفعك، وتيقظي وانتبهي ولا تيأسي من رحمة الله، ولا تدعي الشيطان يوجه فكرتك إلى حيث يريد، وقد قال الله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا {العنكبوت:69}.
ولو راجعت قسم الاستشارات بموقعنا كان ذلك نافعا ـ إن شاء الله ـ فربما كان ما بك شيء من الأعراض النفسية المفتقرة إلى نصيحة الأطباء.
والله أعلم.