عاهد الله مرات ألا يفعل العادة السرية ووعده مرة إن فعلها يكون من الكفار، وفعلها

0 205

السؤال

أنا شاب في 16 من عمري، ومشكلتي هي العادة السرية، ولكنني ـ والحمدلله ـ أبتعد عنها الآن مع تأدية الفروض جميعا مع تلاوة القرآن والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وكل شيء يقربني إلى الله، لكنني منذ فترة كنت مدمنا عليها، ولا يوجد دافع يجعلني أتركها فعاهدت الله على تركها ولكن الشهوة غلبتني وفعلتها ثانية، وأعاهد الله وأفعلها حتى وقفت مع نفسي وقلت يجب أن يكون هناك سبب قوي لترك هذه العادة فاستغفرت ربي وتبت إليه، وأنا ساجد وعدته أن لا أفعلها وإن فعلتها مرة ثانية أكون من الكفار ومن المشركين به، وابتعدت عنها فترة ثم غلبتني الشهوة وفعلتها، فهل أنا الآن كافر بالله؟ مع العلم أنني لا أترك فرضا وأصوم كثيرا وعلى يقين تام بالله؟ والآن أمارس الرياضة وأتغذى جيدا، فهل آثار العادة سوف تزول؟ وهل لي توبة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا يخفى عليك ـ أولا ـ أن العادة السرية محرمة, ولها مخاطر متنوعة, ومفاسد متعددة, وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 7170.

وأما ما تضمنه سؤالك: فقد ذكرت فيه أنك عاهدت الله مرات وأنك وعدته مرة، وهنالك فرق عند كثير من الفقهاء بين العهد والوعد من حيث ما يترتب على كل منهما، ولا ندري هل أنت تعي ذلك الفرق وتقصده أم لا؟ وبما أننا في فتاوانا نفتي بمقتضى ذلك التفريق بينهما فستكون إجابتنا على النحو التالي:

1ـ نقض العهد مع الله تعالى تلزم فيه كفارة يمين على القول الراجح, كما سبق تفصيله في الفتوى رقم: 69381.

2ـ إذا كنت تعاهد الله ثم تنقض العهد, ثم تعاهد الله، ثم تنقض العهد, وهكذا، فإنه تلزمك كفارة يمين لكل نقض للعهد على حدة, وانظر الفتوى رقم: 11229.

وأنواع كفارة اليمين سبق بيانها في الفتوى رقم: 2053.

3ـ الوعد مع الله لا تنعقد به يمين, ولا تترتب عليه كفارة, كما سبق في الفتوى رقم: 157121.

4- بخصوص قولك: وإن فعلتها مرة ثانية أكون من الكفار ومن المشركين به ـ فإنك إذا عدت للعادة السرية لا تكون كافرا, ولا مشركا, بمجرد هذا القول, كما سبق تفصيله في الفتويين رقم:  55735, ورقم: 185501.

لكن هذا الكلام يعتبر منكرا من القول يجب الابتعاد عنه والمبادرة إلى التوبة النصوح إلى الله تعالى منه ومن هذه المعصية الشنيعة التي كنت ترتكبها, وننصحك أن تجتهد في الدعاء, والتضرع إلى الله تعالى أن يجنبك الفواحش ما ظهر منها, وما بطن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة