السؤال
قال الفضيل بن عياض: أدركت أقواما يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة، فما سبب استحيائهم من ذلك؟.
قال الفضيل بن عياض: أدركت أقواما يستحيون من الله في سواد هذا الليل من طول الهجعة، فما سبب استحيائهم من ذلك؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد نسب غير واحد هذه المقولة إلى الضحاك، كابن الجوزي في مواعظه، وابن قدامة المقدسي في مختصر منهاج القاصدين، والظاهر أن استحياءهم بسبب شعورهم بالتقصير في حق الله جل وعلا، والغفلة عن ذكره، وتنعمهم بطول النوم، فيدفعهم ذلك إلى ترك فرشهم والقيام بين يدي ربهم عز وجل قانتين يرجون رحمته ويخافون عذابه، وقد مدح الله أمثال هؤلاء في عدة مواضع من كتابه الكريم، فقال سبحانه: كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون {الذاريات: 17ـ 18}.
وقال جل وعلا: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون {السجدة:16}.
وقال تعالى: والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما {الفرقان:64}.
ولمزيد الفائدة عن مفهوم الحياء من الله راجع الفتوى رقم: 19302.
والله أعلم.