السؤال
لدي مشاكل وحياتي ستتدمر من ناس لا يخافون الله، فبماذا يكون اللجوء إلى الله؟ وماذا أفعل؟ وما هي صيغة الاستغفار المجاب؟.
لدي مشاكل وحياتي ستتدمر من ناس لا يخافون الله، فبماذا يكون اللجوء إلى الله؟ وماذا أفعل؟ وما هي صيغة الاستغفار المجاب؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يلطف بك، وأن يكشف عنك ما بك، والوصية المبذولة لك هي تقوى الله واللجوء إلى الله، والاعتصام به، فمن اتقى الله جعل الله له فرجا من كل ضيق، قال سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجا {الطلاق:2}.
ومن اتقى الله فإن الله يحوطه بمعيته الخاصة، قال تعالى: واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين {البقرة:194}.
قال قتادة: من يتق الله يكن معه، ومن يكن الله معه فمعه الفئة التي لا تغلب، والحارس الذي لا ينام، والهادي الذي لا يضل. اهـ.
وكتب بعض السلف إلى أخ له أما بعد: فإن كان الله معك فمن تخاف؟ وإن كان عليك فمن ترجو؟ والسلام .اهـ.
ونوصيك بالإكثار من دعاء الله، مع ملازمة الاستغفار: فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب. كما روي في الحديث الذي أخرجه أبو داود، وضعفه الألباني.
وأما عن صيغ الاستغفار: فقد وردت صيغ متعددة في السنة، نذكر لك بعضها، فمنها: ما جاء عن شداد بن أوس ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم: سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، قال: ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة. رواه البخاري.
وعن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره. رواه مسلم.
وعن ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم. رواه أبو داود، وصححه الألباني.
وعن عبد الله بن عمرو: أن أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ قال: للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم. متفق عليه.
وعن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسكت بين التكبير وبين القراءة إسكاتة -قال أحسبه قال هنية- فقلت: بأبي وأمي يا رسول الله؛ إسكاتك بين التكبير والقراءة ما تقول؟ قال: أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسل خطاياي بالماء والثلج والبرد. متفق عليه.
وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي. متفق عليه.
وعن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان قد فر من الزحف. أخرجه أبو داود، وصححه الألباني.
وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يدعو بهذا الدعاء: رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري كله وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي وجهلي وهزلي وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير. متفق عليه.
وانظري للفائدة الفتويين رقم: 39154، ورقم: 70670.
والله أعلم.