ذم الاشتغال بوسائل التواصل عن قراءة وسماع القرآن

0 162

السؤال

أيهما أكثر: تفتح القرآن أم الجوال؟ راجع نفسك! فما قولكم في مثل هذه الرسالة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان المقصود بهذا تذكير الناس بمثل هذه الأمور حتى يهتموا بالقرآن، فلا حرج في ذلك ـ إن شاء الله ـ فنرجو أن يكون هذا نوعا من التعاون على الخير والدلالة عليه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من هجر القرآن الكريم، فقد قال الله تعالى في كتابه حكاية عن نبيه صلى الله عليه وسلم: وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا {الفرقان:30}.
وقال تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان {المائدة 2}.

وقال سبحانه: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم {التوبة 72}.

وقد عد ابن القيم ـ رحمه الله ـ الاشتغال بالسماع المحرم عن سماع القرآن من مكايد الشيطان، فقال: ومن مكايد عدو الله ومصايده، التي كاد بها من قل نصيبه من العلم والعقل والدين، وصاد بها قلوب الجاهلين والمبطلين، سماع المكاء والتصدية، والغناء بالآلات المحرمة، الذي يصد القلوب عن القرآن، ويجعلها عاكفة على الفسوق والعصيان، فهو قرآن الشيطان، والحجاب الكثيف عن الرحمن، وهو رقية اللواط والزنا، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى، كاد به الشيطان النفوس المبطلة، وحسنه لها مكرا منه وغرورا، وأوحى إليها الشبه الباطلة على حسنه، فقبلت وحيه واتخذت لأجله القرآن مهجورا..... إلى آخر كلامه الطويل المفيد في هذا الموضوع، ومن أراد الاستزادة فليرجع إليه في كتابه العظيم إغاثة اللفهان من مصايد الشيطان. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة