أتباع الأنصار ومحبوهم والمنتسبون لهم هل ينالون مزيتهم

0 263

السؤال

سمعت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، فهل هذا يشمل الناس الذين لقبهم واسم عائلتهم الأنصاري من أهل زماننا؟ وهل يكون حبهم من الإيمان وبغضهم من النفاق إن كانوا من أهل الخير والصلاح ولقبهم الأنصاري؟ وهل يدخلون في هذا الحديث؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحديث الذي أشرت إليه متفق عليه عن البراء ـ رضي الله عنه ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله.

والأنصار المذكورون في هذا الحديث هم الذين آووا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونصروا دين الله، ويدخل فيهم أتباعهم وأولادهم.. فعن زيد بن أرقم: قالت الأنصار: يا رسول الله، لكل نبي أتباع، وإنا قد اتبعناك، فادع الله أن يجعل أتباعنا منا، فدعا به. رواه البخاري.

وجاء في فتح الباري: الأنصار جمع ناصر كأصحاب وصاحب .. واللام فيه للعهد أي أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمراد الأوس والخزرج، وكانوا قبل ذلك يعرفون ببني قيلة ... فسماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار، فصار ذلك علما عليهم، وأطلق أيضا على أولادهم وحلفائهم ومواليهم.

وهذا المعنى الذي هو نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل فيه الصحابة وأتباعهم لتحقق الاشتراك فيه، فيكون حبهم من علامات الإيمان، وبغضهم من علامات النفاق.

وأما مجرد التسمي بهذا الاسم: فإنه لا يدخل أصحابه في الحديث، ولكن من أحبهم لله ولأجل صلاحهم.. فإن ذلك من علامات الإيمان، ومن أبغضهم لأجل ذلك فهو من علامات النفاق؛ كما هو الحال في جميع المسلمين بغض النظر عن أسمائهم أو انتمائهم، فإن محبة أهل الإيمان من الإيمان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواها، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله.. الحديث. متفق عليه.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة