السؤال
أنا خائف أن يكون الله طمس علي؛ لأني دائما أرى آيات تدل على صدق ديننا الإسلامي، فأبدأ بالشك فيها، وأنا خائف جدا، فأنا أريد أن أبقى مسلما، وأريد التشبث بهذا الدين العظيم، وخائف جدا أن أشرك أو أكفر؛ وذلك لأنني فعلت الكبائر والصغائر - والعياذ بالله – وأحس الآن أن الله طمس علي، فهل من الممكن أن أعود لله؟ وهل من يطمس عليه الله يستطيع أن يعود؟ أرجوكم ساعدوني، فأنتم أملي بعد الله، وأنا أعلم أن الله غفور رحيم، لكن هل من يطمس عليه يمكن أن يتوب؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم - يا أخي - أنه لا شيء يحول بينك وبين التوبة، فليست هناك معصية إلا ويقبل الله التوبة منها - بفضله، وإحسانه -.
ثم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن، يقلبها كيف يشاء، فيجلو القلب الصدئ، ويلين القاسي، ويحيي الميت، ويوفق إلى التوبة من يشاء من عباده، والله سبحانه لما قال: ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون {الحديد:16}، قال بعدها: اعلموا أن الله يحي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون {الحديد:17}، لئلا يقنط القاسي من رحمته تعالى، ويترك الاشتغال بمداواة القلب الميت. كما في تفسير الآلوسي.
وفي تفسير السعدي: والذي أحيا الأرض بعد موتها بماء المطر، قادر على أن يحيي القلوب الميتة، بما أنزله من الحق على رسوله.
وقال ابن كثير - رحمه الله -: فيه إشارة إلى أنه تعالى، يلين القلوب بعد قسوتها، ويهدي الحيارى بعد ضلتها، ويفرج الكروب بعد شدتها، فكما يحيي الأرض الميتة المجدبة الهامدة بالغيث الهتان الوابل، كذلك يهدي القلوب القاسية ببراهين القرآن والدلائل، ويولج إليها النور بعدما كانت مقفلة، لا يصل إليها الواصل، فسبحان الهادي لمن يشاء بعد الإضلال، والمضل لمن أراد بعد الكمال، الذي هو لما يشاء فعال، وهو الحكم العدل في جميع الفعال، اللطيف الخبير الكبير المتعال.
وانظر للفائدة الفتاوى:71473، 100459، 33434.
وانظر في دفع الوساوس الفتويين: 227695، 202561.
والله أعلم.