السؤال
حديث شريف: لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بتأخير العشاء حتى قبيل الفجر.
السؤال: ما الحكمة من تأخير العشاء حتى الفجر، مع أن الصلاة كتاب موقوت؟
حديث شريف: لولا أن أشق على أمتي، لأمرتهم بتأخير العشاء حتى قبيل الفجر.
السؤال: ما الحكمة من تأخير العشاء حتى الفجر، مع أن الصلاة كتاب موقوت؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلم يأت حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم بتأخير العشاء إلى قبيل الفجر كما ذكرت, وإنما جاء استحباب تأخيرها عن أول وقتها إلى ثلث الليل، أو نصفه فقط كما في حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه. اهــ.
قال الحافظ في الفتح: فعلى هذا من وجد به قوة على تأخيرها ولم يغلبه النوم، ولم يشق على أحد من المأمومين، فالتأخير في حقه أفضل. اهــ.
واستحباب تأخير العشاء إلى هذا الوقت لا ينافي كون الصلاة كانت كتابا موقوتا, فإن معنى قول الله تعالى: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. النساء: 103 .
قال القرطبي: موقوتا منجما، أي تؤدونها في أنجمها؛ والمعنى عند أهل اللغة: مفروض لوقت بعينه. اهـ.
والعشاء إذا أخرت إلى ذلك الوقت فهي ما زالت في وقتها لم تخرج عنه, إذ إن وقتها يبدأ من مغيب الشفق الأحمر ويمتد إلى نصف الليل أو ثلثه؛ وانظري الفتوى رقم: 137286 عن وقت العشاء الاختياري والاضطراري, والفتوى رقم: 168675 عن الوقت الاختياري لصلاة العشاء وكيفية حساب نصف الليل, وأخيرا الفتوى رقم: 31162 عن كيفية حساب نصف الليل وثلثه.
والله تعالى أعلم.