السؤال
جزاكم الله عنا خير الجزاء، ونفع بكم الإسلام والمسلمين.
شيخنا الفاضل: كنت على معصية، وتم تصويري، وتهديدي بنشر الفيديو، وكنت خائفا جدا من أن ينفضح أمري، ولكن الله ستر علي، والحمد لله.
كنت أصلي ولكن أغلب الصلوات أصليها في البيت، والآن تبت عن المعصية التي كنت أفعلها، وأصبحت أصلي في المسجد، ولكني تفاجأت بأحد المواقع يقول إنه لا تقبل التوبة خوفا من الفضيحة. توبتي خالصة لوجه الله، ولكن مصيبتي كانت أهم الأسباب فيها أنني كلما ضعفت عزيمتي ذكرتها بفضل الله وكرمه، وستره علي. ولكن بعد قراءتي لما قلت لك من شروط التوبة أصبحت خائفا. وأريد التوضيح منك.
وجزاك الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله أن وفقك للتوبة، ونسأل الله تعالى أن يتم عليك نعمته، ويرزقك الاستقامة.
وأما ما سألت عنه، فقد ذكرت أن توبتك ـ بفضل الله ـ خالصة لوجهه الكريم، ولا يشكل على هذا أن تذكر نفسك بفضل الله عليك كلما ضعفت همتك، فتكون بذلك قد جمعت إلى خلوص التوبة، شكر الله تعالى على نعمة الستر. وفرق بين هذا وبين من يتوب لا لله تعالى، وإنما لمجرد الخوف من الفضيحة، ولا يذكر آخرته، فيرجو رحمة ربه، ويخشى عذابه! فمثل هذا إن لم يتحقق له الستر الذي يريده، نكص على وجهه، ورجع عن توبته والعياذ بالله. وراجع للفائدة الفتوى رقم: 141535.
وعلى أية حال فمن النافع أن تجدد نيتك، وتعزم بقلبك على الاستقامة، وصدق التوبة بغض النظر عن حصول الستر في الدينا ودوامه، أو عدم ذلك! واجتهد في عمل الصالحات الماحيات التي تبدل السيئات حسنات؛ قال الله تعالى: إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان: 70] وقال سبحانه: وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين (هود: 114). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتبع السيئة الحسنة تمحها. رواه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح. وحسنه الألباني.
والله أعلم.