كيف أعود لربي وقد فعلت الكبائر والصغائر؟

0 149

السؤال

أنا إنسان لم أدع كبيرة ولا صغيرة إلا فعلتها، فقد استهزأت بالصلاة، وفعلت مقدمات اللواط فيها، مع علمي أن صلاتي كانت باطلة، ولكني كنت مجبرا أن أصلي، فكنت عندما أعود من المدرسة أعيد صلاتي بطهارة، وقد تركت صلاتين، ومارست العادة الشيطانية، فأرشدوني، فأنا أريد التوبة، وقد ظننت أني قد كفرت، وذلك لحديث: "فمن تركها فقد كفر" وأنا الآن أريد أن أعود لربي، فكيف وقد فعلت هذه الكبائر والصغائر؟ وكيف أتوب من هذا؟ وقد ختمت القرآن حفظا بعدما تركت صلاتين، فهل تعتبر ختمي مقبولة؟ وهل ما قلته لكم يعتبر مجاهرة بالمعصية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فنسأل الله تعالى أن يهديك سبل الرشاد، وأن يوفقك لتوبة نصوح، يتوب عليك بها، ويمحو بها عنك حوبك، ويسترك بها، وأن يرزقك الاستقامة على ما يحب ويرضى.

ولا شك أن ما ذكرت يعتبر من عظائم الذنوب، وقبائح الفواحش، لكن الله تعالى عظيم الرحمة، واسع المغفرة، لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، إذا رأى من عبده ندما حقيقيا، وتوبة نصوحا، فبادر إلى ذلك، وفر إلى الله تعالى؛ ليغفر لك ذنبك، ويستر عليك عيبك، إنه غفور رحيم، جواد كريم، يفرح بتوبة عبده، ويبدل سيئاته حسنات، إذا صدق معه، وأقبل عليه بقلبه، وقالبه، ولا تقنط، ولا تيأس من رحمة الله تعالى، فإن الشيطان يوقع العبد في المعصية، فإذا أراد العبد أن يتوب قنطه من رحمة الله تعالى؛ ليستمر في غيه وعصيانه، وراجع لمزيد من الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 29427 // 26357 //  26148 // 10747 // 194891 // 209476 //12840 // 144457 // 53431 // 5450.

 واعلم أن أخطر هذه الذنوب - وكلها خطير - هو الاستهزاء بشعائر الله تعالى، وترك الصلاة، فاحذر كل الحذر أن تقع في ذلك مرة أخرى، وراجع الفتويين التاليتين: 133 //  176577 .

وبخصوص سؤالك الثاني: فإن ختمك للقرآن يعتبر عملا جليلا، نرجو من الله أن يتقبله منك، وأن يجعله ماحيا لما سبق منك من ذنوب ومعاص، فداوم على تلاوته، وتدبر معانيه، وجاهد نفسك على العمل به، فإن ذلك هو العاصم - بإذن الله تعالى - من كل سوء وشر. 

وبخصوص سؤالك الثالث: فإن استفتاءك لنا لا يعد من المجاهرة بالمعصية؛ لأن مقصودك - فيما يظهر - هو طلب النصح، كما بينا في الفتوى رقم: 109352.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات