السؤال
لا أجد مشاكل في حياتي أبدا، وكل مشكلة أدخل فيها يخرجني منها الله على خير، وليس على خير فقط وإنما خير كبير، وواضح حتى في العثرات المالية التي أصبحت عند الناس شيئا عاديا، يخرجني منها الله بكرم. وحتى في التعليم أكرمني الله بشهادة وتقدير أعلى مما كنت أتوقع، وحتى المرض أخرج منه بصحة جيدة، ولا أتذكره بعدها، ويرزقني الله بالطرق الصحيحة في العلاج، وينجيني من طرق كانت ستتعبني وتضرني، أو حتى تقتلني. الله أعلم. وحتى مكانتي بين الناس، الحمد لله لي قدر عال من الحب، وأتمتع بمكانة عالية، وحب كبير من الناس، وكذلك إحساس حب الصداقة، يرزقني الله دائما بالأصدقاء الأوفياء المخلصين، الذين يهتمون بمشاعري لدرجة كبيرة وكأنهم إخوتي، وحتى شريكة الحياة الزوجة رزقني الله بمن أعتقد أنها مخلصة، وتحترم شخصيتي، ومن باب الصدفة، وبطريقة لم تكن تخطر لي على بال.
لا أحسد نفسي، وأعلم أن دوام الحال من المحال، ويمكن أن يختبرني الله بشيء كبير على طاقتي، وأن خروجي من المشاكل رحمة من الله بي، ورأفة بحالي، ولكن أخشى أن يكون ذلك من علامات عدم رضا الله علي، فقد سمعت أن من يحبه الله يبتليه ليصبر، فينال جزاء الله ورضاه عليه في الآخرة. وأن من يريد الله به الخير في الآخرة يتعبه في الدنيا كي يكفر عن ذنوبه، ومن يريد الله أن يعذبه يجعله مترفا في الدنيا، ولا يتعب فيها حتى ينال عقاب الله في الآخرة.
فهل ما أنا فيه يمكن أن يكون معناه كذلك، وأن الله يريد أن يعذبني لذنب فعلته ولم أتذكره، فيريحني في الدنيا ليعذبني في الآخرة؟ أعلم أنه لا يوجد أحد يعرف جزاء شخص ومكانته عند الله، ولكن أريد أن أعرف هل من أحاديث نبوية، أو آيات قرآنية تريحني في ذلك السؤال؛ لأني أريد لو كنت أفعل شيئا غلطا، أو كان ما أنا فيه علامة سيئة أن أحاول البحث في حياتي عن شيء فعلته أغضب الله مني، وأتوب، وأبتعد عنه حتى أستغل فرصة الحياة لتنفيذ ما يرضي الله؟