السؤال
أخرج للبحث عن عمل، ولا أجدني أبحث عن العمل، وأركب المواصلات العامة للاحتكاك بالنساء... وذلك لأنني أصبحت تحت سيطرة الشهوة، وإن وجدت عملا فلدي اعتقاد داخلي بأنني لن أستمر فيه أكثر من يومين، وإن استمررت فيه أكثر من يومين فإنني لن أتطور؛ وذلك لأن تركيزي كله في الشهوة، وفي مشاكلي الشخصية، وأشدها أنني أصبت بضمور في خصيتي اليسرى؛ فأصبحت بخصية واحدة شبه سليمة، وهي التي تعمل فقط، فكيف سأعيش وأركز في حياتي الحالية والمستقبلية؟ أشعر أنني في واد ومن حولي في واد آخر، علما أنني أمارس الاستمناء، فهل ما يحدث لي عقاب، أم ابتلاء، أم بلاء، أم ماذا بالتحديد؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبلاء والابتلاء كلاهما بمعنى واحد، وهو الامتحان والاختبار، ويراد بهما العقاب أيضا، قال الحافظ ـ رحمه الله ـ في الفتح: لفظ البلاء من الأضداد، يطلق ويراد به النعمة، ويطلق ويراد به النقمة، ويطلق أيضا على الاختبار، ووقع ذلك كله في القرآن، كقوله تعالى: بلاء حسنا ـ فهذا من النعمة والعطية، وقوله: بلاء عظيم ـ فهذا من النقمة، ويحتمل أن يكون من الاختبار، وكذلك قوله: ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم ـ والابتلاء بلفظ الافتعال يراد به النقمة، والاختبار أيضا. انتهى.
وقال العسكري في الفروق اللغوية في الفرق بين البلاء والابتلاء: هما بمعنى الامتحان والاختبار. انتهى.
فإذا عرف ذلك، فما أنت فيه من التحرش بالنساء، والاستمناء من الابتلاء والبلاء بمعنى الامتحان، أتجتنب هذه المحرمات أم لا؟ وقد يكون من العقاب، إذا كانت هذه المحرمات قد جرتها محرمات أخرى ارتكبتها، فإن من عقوبة السيئة السيئة بعدها، فيجب عليك ـ أيها السائل ـ أن تتوب من التحرش بالنساء، فهو معصية واعتداء على أعراضهن، وراجع الفتوى رقم: 201097.
وكذلك تجب عليك التوبة من الاستمناء المحرم، وراجع الفتوى رقم: 7170 ، 128530 .
وننصحك بأن تسعى للزواج، وإعفاف نفسك، والبعد عن الاختلاط بالنساء قدر المستطاع، وراجع الفتوى رقم: 77980.
والله أعلم.