0 174

السؤال

زوجي يكذب علي دائما، حتى أني لا أعرف متى يصدق، وتكثر النزاعات بيننا بسبب ذلك، وأرجع كذبه إلى أنه لا يحب أن ينتقده أحد ممن حوله، وأنا أحاول أن لا أعارضه، لكن يأتي ما يثير غضبي، ولا أتحمله، علما بأنه يتعمد إهانتي عند أي مشكلة تحدث عند أهلي، أو يعارضني دون سبب واضح، فعلموني ما ينفعني، وأكسب به دنياي وآخرتي - جزاكم الله خيرا -.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

 فالكذب خلق ذميم، وسلوك مشين، وهو محرم إلا فيما رخص الشرع فيه، فعن أم كلثوم بنت عقبة قالت ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرخص في شيء من الكذب إلا في ثلاث، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا أعده كاذبا الرجل يصلح بين الناس يقول القول ولا يريد به إلا الإصلاح، والرجل يقول في الحرب، والرجل يحدث امرأته والمرأة تحدث زوجها. رواه أبو داود.

قال النوويوأما كذبه لزوجته وكذبها له فالمراد به في إظهار الود، والوعد بما لا يلزم، ونحو ذلك، فأما المخادعة في منع ما عليه أو عليها، أو أخذ ما ليس له أو لها فهو حرام بإجماع المسلمين.

فإذا كان زوجك يكذب في غير ما يرخص فيه، فعليك نصحه في ذلك برفق وحكمة، وبيان خطورة الكذب، وإطلاعه على كلام أهل العلم في ذلك، واحذري من النزاع، والشقاق، وكثرة الجدال مع زوجك، فذلك يفتح الباب للشيطان؛ ليفسد بينك وبين زوجك، ويصده عن قبول النصح، واعلمي أن المبادرة بالكلام الطيب، ولو تكلفا مما يذهب الأحقاد، ويجلب المحبة، قال الغزالي - رحمه الله -: بل المجاملة تكلفا كانت، أو طبعا تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلل مرغوبها، وتعود القلوب التآلف والتحاب.
فاستعيني بالله، واحرصي على حسن التبعل لزوجك، وعدم التقصير في حقوقه، والدعاء له بظهر الغيب؛ فإن الله قريب مجيب، وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة