السؤال
لماذا لا أشعر بمرارة ذنوبي القديمة؟ فقد من الله علي، وهداني بفضله ورحمته، ولله الحمد، وأنا الآن طائع لله، وأصلي الخمس في المسجد، وأغض بصري، وأصوم الاثنين والخميس، وأقرأ القرآن باستمرار، وأفعل جميع ما أمر الله به، وأجتنب جميع ما نهى الله عنه، ولكني قبل التوبة بمدة أي قبل عشرين سنة تقريبا، كنت لا أصلي، ولا أصوم رمضان، وليس لي علاقة بالإسلام أبدا، أي أني كنت مسلما بالهوية فقط، والآن بعد أن هداني الله، وبدأت أسمع دروسا دينية، وقد مرت على توبتي سنتان تقريبا، سمعت أن الله سوف يسألني عن كل صلاة تخلفت عنها، ولكن المشكلة أني كنت أواسي نفسي بأني أقول: إن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، وهكذا، لكني الآن أصبحت متضايقا من نفسي؛ لأني لا أشعر بمرارة ذنوبي القديمة، أليس من المفروض بي أن أشعر بمرارة كل صلاة لم أصلها من قبل؟ ومشكلتي الوحيدة الآن أنني لا أشعر بهذه المرارة، فماذا أفعل كي أستشعر عظمة ذنوبي القديمة من تركي للصلوات، وتركي لصيام رمضان - جزاكم الله خيرا، ورزقكم الشوق إلى لقائه -؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحمد لله الذي تاب عليك من هذه الكبائر، وتلك الموبقات، ثم اعلم أن الندم توبة، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تكلمنا على كيفية تحصيل الندم على الذنوب في الفتوى رقم: 134518.
فاستحضر - أيها الأخ الكريم - عظمة ربك تعالى، وهول الموقف بين يديه سبحانه، وأدم الفكرة في الموت وما بعده، وتفكر في النار وما أعد لأهلها، وكيف يكون الشأن لو لم يغفر الله لك، ومن ثم تخاف ذنوبك، وتخشى أن يأخذك الله ببعضها، وأحسن مع هذا ظنك بربك، وارج فضله، واعلم أن رحمته سبحانه قريب من المحسنين.
وقد اختلف أهل السلوك في الأولى للتائب هل هو أن يتذكر ذنوبه أو ألا يتذكرها؟ وقد بسطنا هذه المسألة في الفتوى رقم: 161551 فانظرها.
ثم إن العلماء مختلفون في صلواتك التي تركتها هل يلزمك قضاؤها أو لا، وكذا ذهب بعضهم إلى أنه لا يلزمك قضاء الصوم، وإن كان الجماهير على القول بلزوم قضائه، ولا يخفى ما هو الأحوط في الدين، والأبرأ للذمة، ولك أن تقلد من تثق بقوله من أهل العلم في هذه المسائل.
والله أعلم.