هل تعريض اليد لحرارة النار دون لمسها مباشرة عند إرادة المعصية جائز أم لا؟

0 160

السؤال

عندما تدعوني نفسي لمعصية الله، أقوم بتعريض يدي لحرارة النار أحيانا، بأن أجعل يدي تقترب من النار حتى أحس بحرارة النار، فأتذكر نار الآخرة، فتهدأ نفسي غالبا ـ ولله الحمد- وسؤالي هو: هل تعريض يدي لحرارة النار دون لمسها مباشرة مع إحساسي بحرارتها في مثل هذه الحالة جائز أم لا -جزاكم الله خيرا-؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان ذلك التصرف مجرد إحساس بحرارة النار دون إلحاق ضرر بيدك، فالظاهر جواز ذلك, وقد نقل ابن رجب الحنبلي عن بعض السلف شيئا مشابها له، فقال ـ رحمه الله ـ في لطائف المعارف: ومن أعظم ما يذكر بنار جهنم النار التي في الدنيا، قال الله تعالى: نحن جعلناها تذكرة ومتاعا للمقوين {الواقعة:73} يعني: أن نار الدنيا جعلها الله تذكرة تذكر بنار جهنم، مر ابن مسعود بالحدادين، وقد أخرجوا حديدا من النار فوقف ينظر إليه ويبكي، وروي عنه أنه مر على الذين ينفخون الكير فسقط، وكان أويس يقف على الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير، ويسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط، وكذلك الربيع بن خيثم، وكان كثير من السلف يخرجون إلى الحدادين ينظرون إلى ما يصنعون بالحديد، فيبكون ويتعوذون بالله من النار، ورأى عطاء السلمي امرأة قد سجرت تنورها فغشي عليه، قال الحسن: كان عمر ربما توقد له النار ثم يدني يده منها ثم يقول: يا ابن الخطاب، هل لك على هذا صبر ـ كان الأحنف بن قيس يجيء إلى المصباح فيضع أصبعيه فيه، ويقول: حس، ثم يعاتب نفسه على ذنوبه. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات