السؤال
أشعر بنفرة من الكتب الدينية، ومن قراءة كل ما يتعلق بعلم القلب، ونحو ذلك، وبي خوف من ذلك، فأنا لا أطمئن من هذا الشعور، خاصة إذا كان فيها شيء مما يصلح فساد القلب؟
أشعر بنفرة من الكتب الدينية، ومن قراءة كل ما يتعلق بعلم القلب، ونحو ذلك، وبي خوف من ذلك، فأنا لا أطمئن من هذا الشعور، خاصة إذا كان فيها شيء مما يصلح فساد القلب؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلم تزكية النفوس من أجل العلوم، وقد ذكرنا طرفا من فضله، وطريقه في الفتوى رقم: 240553.
ولا ندري ما الذي يمنعك منه؟ فربما كانت الغفلة عن أمر الآخرة عموما؛ فإن كان؛ فالواجب هو اليقظة، والانتباه، وراجع كلام ابن القيم في مدارج السالكين عن منزلة اليقظة؛ فإذا حصلت هذه اليقظة، وأحببت الإقبال على الآخرة، والاستعداد لها، وعرفت أن أهم الاستعداد هو إعداد القلب السليم، أقبلت على كتب الرقائق، وإصلاح القلوب، ونوصيك بملازمة الدعاء، والتضرع، عسى الله أن يفتح لك من رحمته، وراجع للفائدة الفتويين: 220207 - 26309.
وربما كان المانع هو الخوف من مضمون بعض هذه الكتب مما كتب على طريق المتصوفة، وهذا خوف محمود، ولكن أين أنت من كتب التهذيب التي كتبها أهل العلم والسنة، وقد بينا بعضها في الفتويين: 128330، 79943.
وربما كان الخوف من عدم العمل به، وهذا مسلك غير سديد؛ روى ابن بشران في أماليه عن الحسن قال: جاء رجل إلى أبي الدرداء، فقال: إني أريد أن أطلب العلم، وأخاف إذا علمت أن أضيعه، فما ترى؟ قال: إن الله عز وجل يبعث الناس على عملهم، فلأن تبعث عالما خير من أن تبعث جاهلا، قال: ثم أتى أبا ذر، فقال: إني أريد أن أطلب العلم، وأخاف إذا علمت أن أضيعه، قال: لأن تفترش العلم خير من أن تفترش الجهل، ثم أتى أبا هريرة، فقال: إني أريد أن أطلب العلم، وأخاف إذا علمت أن أضيعه فما ترى؟ قال: كفى بترك العلم إضاعة. قال الحسن: فكان أبو ذر من أحسن القوم كلاما.
وإنما عليك أن تتعلم علم القلب، وتستعين الله على العمل به.
وفي الجملة؛ فاجتهد في الدعاء بإصلاح قلبك، ودع عنك هذه الهواجس، ونسأل الله أن يصلح قلوبنا أجمعين.
والله أعلم.