السؤال
هل يعد الرياء من النفاق؟ وإذا كان كذلك، فهل يدخل في هذا الحديث: "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق"؟
هل يعد الرياء من النفاق؟ وإذا كان كذلك، فهل يدخل في هذا الحديث: "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق"؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرياء في الأصل ضد الإخلاص، وهو أن يعمل العبد العمل ليراه الناس، وهو من الشرك الخفي، أو الأصغر، ولا يلزم منه أن يكون صاحبه منافقا، فقد يكون منافقا إذا كان يبطن الكفر، وقد يكون مؤمنا، ولكنه صاحب معصية كبيرة، وليس منافقا.
وأما النفاق: فهو إظهار الإيمان وإبطان الكفر، فالمنافق يري الناس أنه مؤمن، وهو ليس كذلك، فكل منافق مراء، وليس كل مراء منافقا، فالنفاق أعم من الرياء، والحديث الذي أشرت إليه رواه الترمذي، وابن ماجه، وغيرهما، وحسنه الألباني، والعمل به علاج للنفاق.
وأما علاج الرياء: فهو الدعاء الذي أرشد النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر إليه، حيث قال له: والذي نفسي بيده للشرك أخفى من دبيب النمل، ألا أدلك على شيء إذا قلته ذهب عنك قليله وكثيره، قل: اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم. رواه البخاري في الأدب المفرد، وصححه الألباني.
وراجع الفتوى رقم: 174725، عن أدب المرء حين يشعر أنه يفعل الطاعة بقصد الرياء، والفتويين: 10992، 254890، عن الرياء وعلاجه.
والله أعلم.