السؤال
بارك الله فيكم على جهودكم التي تبذلونها على إفادة الناس: وقت المغرب ينتهي بعد مغيب الشفق الأحمر بكم دقيقة تقريبا من الأذان؟ إذا توضأت بعد دخول كل وقت أوسوس هل خرج الوقت أم لا؟ قرأت أنكم تظنون أن غياب الشفق لا يستغرق ساعة ونصفا ليؤذن للعشاء وقد قرأت معلومة أن ما بين غروب الشمس ومغيب الشفق كما بين وقت صلاة الفجر وشروق الشمس، فهل هذه المعلومة صحيحة أم لا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فوقت المغرب يمتد إلى مغيب الشفق الأحمر، وهو يتفاوت بتفاوت فصول السنة، قال الشيخ ابن عثيمين: رابعا: وقت المغرب من غروب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر، وهو يختلف أحيانا يكون بين الغروب وبين مغيب الشفق ساعة وربع، وأحيانا يكون ساعة واثنان وثلاثون دقيقة. انتهى.
وإذا علمت هذا، فإنك إن لم تكوني ترين الشفق وتعرفين مغيبه فيكفيك أن تعملي بتقويم من التقاويم المعتمدة كتقويم أم القرى وتبنين عليه معرفة دخول الوقت وخروجه، وانظري الفتوى رقم: 138714.
وأما كون الوقت ما بين المغرب والعشاء مساويا للوقت ما بين طلوع الفجر الصادق وطلوع الشمس فقد قاله بعض العلماء، وممن قال به أبو محمد ابن حزم ـ رحمه الله ـ وعبارته كما في المحلى: ووقت صلاة الصبح مساو لوقت صلاة المغرب أبدا في كل زمان ومكان، لأن الذي من طلوع الفجر الثاني إلى أول طلوع الشمس، كالذي من آخر غروب الشمس إلى غروب الشفق ـ الذي هو الحمرة أبدا ـ في كل وقت ومكان، يتسع في الصيف، ويضيق في الشتاء، لكبر القوس وصغره. انتهى.
ولكن ضعف هذا القول شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وبين أن الحصتين تختلفان صيفا وشتاء، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ومقداره ـ يعني وقت الفجرـ بالساعة يختلف، قد يكون ساعة ونصفا، وقد يكون ساعة وربعا كالمغرب، يقول شيخ الإسلام رحمه الله: من ظن أن حصة الفجر كحصة المغرب فقد أخطأ وغلط، أي: أن بعض الناس يجعل ساعة ونصفا بين طلوع الفجر وطلوع الشمس، وساعة ونصفا بين مغيب الشمس ومغيب الشفق شتاء وصيفا، يقول شيخ الإسلام: هذا خطأ، وليس بصحيح، لأن مقدار ما بين طلوع الفجر وطلوع الشمس في أيام الشتاء يطول لتصاعد الأبخرة إلى فوق، فينعكس عليه ضوء الشمس مبكرا، فتطول حصة الفجر، وعكس ذلك في الصيف، وإذا طالت حصة الفجر قصرت حصة المغرب، والعكس بالعكس. انتهى.
والله أعلم.