السؤال
(كذب المنجمون ولو صدقوا) أم (كذب المنجمون ولو صدفوا)؟ وهل هي حديث أم مقولة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فهذه العبارة "كذب المنجمون وإن صدقوا" بالقاف مقولة اشتهرت على الألسنة، وليست حديثا نبويا، وإن كان معناها صحيحا.
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض. ووصف سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته ثم يلقيها الآخر إلى من تحته حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن فربما أدرك الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمع من السماء.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة.
فإذا كان الذي يسأل العراف لا تقبل صلاته أربعين يوما فما بالك بالعراف نفسه؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: وصناعة التنجيم التي مضمونها الأحكام والتأثير، وهو الاستدلال على الحوادث الأرضية بالأحوال الفلكية، والتمزيج بين القوى الفلكية والقوابل الأرضية: صناعة محرمة بالكتاب والسنة وإجماع الأمة، بل هي محرمة على لسان جميع المرسلين في جميع الملل، قال الله تعالى: ولا يفلح الساحر حيث أتى [طـه:69].
وقال: ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت [النساء:50].
قال عمر وغيره: 6الجبت السحر.
والله أعلم.