السؤال
أين بشر الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه بالجنة؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في عدد من الأحاديث شهادة النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة لعدد من الصحابة كالعشرة، وكثابت بن قيس بن شماس، وبلال بن رباح، وسعد بن معاذ، وفاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم، والحسن، والحسين وغيرهم، وقد جاء في شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية للشيخ خالد المصلح قوله: ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة، وثابت بن قيس بن شماس، وغيرهم من الصحابة، وبيان هذا أن أهل السنة والجماعة يشهدون أن العشرة في الجنة، فقد أخبر عن كل واحد من العشرة أنه في الجنة، ففي الحديث الذي رواه أهل السنن من غير وجه من حديث عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: عشرة في الجنة: أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعلي، وعثمان، والزبير، وطلحة، وعبد الرحمن، وأبو عبيدة، وسعد بن أبي وقاص ـ فعد هؤلاء التسعة، وسكت، فقال القوم: ننشدك الله يا أبا الأعور من العاشر؟ قال: نشدتموني بالله، أبو الأعور في الجنة ـ وأما شهادة النبي لثابت: فلها قصة معروفة عند نزول قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي {الحجرات: 2} فظن ثابت أنه المقصود بها، فاحتبس، وحزن لذلك حزنا عظيما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل هو من أهل الجنة ـ وقد شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة لآخرين، مثل عبد الله بن سلام، وغيره رضي الله عن الجميع، وكذلك شهد أهل السنة بالجنة لأمهات المؤمنين: عائشة، وغيرها رضي الله عنهن. انتهى.
وممن شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة أهل بدر وأصحاب بيعة الرضوان الذين بايعوا تحت الشجرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة. رواه مسلم وغيره.
وقال صلى الله عليه وسلم: لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية. رواه أحمد وأصحاب السنن، وصححه الألباني.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتوى رقم: 153247, وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.