السؤال
أعيش في مجتمع غير ملتزم جدا، لكن الله هداني، وجعلني أعرف الطريق الصحيح، ولا أحد من أهلي أو في مجتمعي يصلي الخمس، بل إنهم يؤمنون بما يسمى الصلاة الباطنية، وأنا لا أؤمن بها وأصلي الخمس، وبسبب ذلك فوالدي يمنعني من أن أصلي، ويريدني أن أصلي مثله، ووالدتي تمنعني من الصلاة، لأن المجتمع لا يصلي، فيجب علي أن أعيش مثلهم، وينجم عن ذلك مشاكل كثيرة، وأصبحت من جديد أصلي على طريقة أهل السنة والجماعة، فزاد ذلك من المشاكل وضاعفها، وأصبح الناس ينظرون إلي بتعجب، وكأنهم يقولون ماذا يفعل هذا؟ ونحن العلويون نصلي على المذهب الجعفري، وأنا أصلي على منهج أهل السنة، لأنني أشعر أن ذلك أفضل، فما حكم ما أفعله؟ وهل تغييري لطريقة الصلاة كان تصرفا طائشا أم أمر جيد؟ وأهل الجامع عندنا يصلون المغرب والعشاء جمعا، والظهر والعصر جمعا، وأنا لا أحب الجمع لذلك أصلي واحدة وأذهب، وعندما أعود وقت الصلاة المجموعة لا أجد أحدا غير الذي يشغل الأذان، ويقول لي إذا كنت تريد أن تصلي فصل، لكن عليك أن تنتهي قبل انتهاء الأذان، لأنني أريد الذهاب، فماذا أفعل؟.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحسنا فعلت حين التزمت بالمنهج الحق منهج أهل السنة والجماعة، وليس ما فعلته تصرفا طائشا، بل هو عين الصواب الواجب على كل مسلم أن يفعله، وعليك أن تستمر في هذا الطريق، وأن تتمسك بمنهج أهل السنة والجماعة وطريقتهم، ففيها النجاة والعصمة والفلاح في الدنيا والآخرة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهي من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فحذار من طريق الغلاة المنحرفين عن الشرع الحائدين عما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم، وتمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ولا يضرك مخالفة من خالفك وأذية من آذاك، فلك بذلك عظيم الأجر والمثوبة، وعليك أن تتعلم أحكام الدين من المشايخ الثقات المعروفين بالتمسك بالسنة، أو من المواقع الموثوق بها التي تنصر السنة وتنافح عنها.
وأما الجمع: فلا يجوز إلا لعذر، وقد أوضحنا الأعذار المبيحة للجمع في الفتوى رقم: 6846، فانظرها.
وإذا كنت ستصلي الصلاة الثانية منفردا، وحيل بينك وبين الصلاة في المسجد إلا أن تخفف الصلاة جدا، فلك أن تصلي في بيتك ولا تذهب للمسجد، وإن كانت مدة الأذان هذه تتسع للصلاة فصليت في أثناء الأذان فلا بأس، والأمر واسع ـ والحمد لله ـ بيد أن ما يلزمك هو أن تعض على السنة بالنواجذ، وأن تعلم أن منهج أهل السنة وطريقتهم في الاعتقاد والعبادة هي الحق الذي لا ينجو إلا من سلكه، كما قال تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه {التوبة:100}.
وفقنا الله وإياك للتمسك بالسنة والحفاظ عليها.
والله أعلم.